الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قراءة المرأة الرسائل الإلكترونية للرجال

السؤال

كنت قد طرحت عليكم سؤالا تحت رقم 2220001 تم إحالتي على فتاوى سابقة، لكن السؤال الذي طرحته لم تجيبوني عنه، فأنا لم أسأل عن شرعية التحدث مع أجنبي بقصد الزواج، فقد قلت في سؤالي السابق: فقد علمت أنّ مثل هذه العلاقات لا تجوز شرعا وإن كانت لغرض الهداية أو الزواج.
أما سؤالي الذي لم تجيبوني عنه فهو الآتي:
هل يجوز لي قراءة أرشيف الرسائل مع العلم أن هذه الرسائل- الإميلات- لا تحمل أيّ نوع من الخضوع بالقول، إذ كان جل ما تحويه موعظة وخير في دين الله تعالى، كما أنّ نيّة الزواج لا تزال قائمة، وتكرار قراءة هذه الرّسائل قد يساعدني كثيراً على فهم شخصيّته وطريقة تفكيره.
فأرجو إجابتي على هذا السؤال تحديداً؟
وبارك الله فيكم وجزاكم خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمجرد قراءة هذه الرسائل -طالما أنها لا تحتوي على منكر أو ريبة- جائز ولا حرج فيه، لكن يبقى بعد ذلك النظر في المآلات، وما قد يؤدي إليه ذلك الفعل من تعلق القلب بهذا الرجل، أو الإنجرار إلى فتح حديث غير مشروع معه، وهذا يرجع فيه إلى ما تجدين من نفسك، فإن حاك هذا الأمر في نفسك وتردد في صدرك وتحرجت منه، أو شعرت بأنه ربما فتح عليك باب فتنة وقادك إلى ما لا يجوز ولا يشرع، فلا شك حينئذ في منعه وعدم جواز الإقدام عليه، وقد قال الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- لوابصة بن معبد: يا وابصة استفت قلبك، والبر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك.

أما إن أمنت مثل هذه الفتنة، وكنت مع ذلك تأملين مصلحة معتبرة من وراء ذلك، فلا حرج حينئذ من قراءتها، ونذكرك أن الله مطلع على النفوس وما أضمرت، خبير بالقلوب وما أخفت، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني