الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكرار اليمين والحلف على عدم تكفيرها

السؤال

أمي حلفت أن الشغالة لا تدخل البيت وكررت اليمين بعدد غير معروف، وفي كل وقت نحاول إقناعها تكرر الحلف، وأيضا حلفت أنها لا تكفر عن أيمانها، ونظراً لحاجتنا الماسة لها اقتنعت الآن وجاءت الشغالة . فماذا يجب على أمي في أيمانها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد صح عن نبينا- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه رواه مسلم وغيره. فإذا كان تكرار أمك لليمين بقصد التوكيد على اليمين الأولى فقط، فإن عليها أن تكفر كفارة واحدة عن الأيمان التي كررت. قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة: وليس على من وكد اليمين فكررها في شيء واحد غير كفارة واحدة. وعليها كفارة أخرى أيضا في حلفها أنها لا تكفر لأنها يمين أخرى مستقلة.

أما لو كان قصدها بتكرار اليمين الإنشاء والتأسيس ونية الكفارة عن كل يمين، فعليها حينئذ الكفارة عن كل يمين قال العلامة خليل المالكي: وَتَكَرَّرَتْ إنْ قَصَدَ تَكَرُّرَ الْحِنْثِ. قال شراحه: يَعْنِي أَنَّ مَنْ حَلَفَ أَنْ لَا يَفْعَلَ فِعْلًا فَفَعَلَهُ فَإِنَّمَا يَحْنَثُ بِفِعْلِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ لَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ فِيمَا بَعْدَ ذَلِكَ، إلَّا أَنْ يَكُونَ قَصَدَ تَكَرُّرَ الْحِنْثِ كُلَّمَا فَعَلَهُ فَيَتَكَرَّرُ عَلَيْهِ الْحِنْثُ.

وفي هذه الحالة؛ فما دامت لا تعرف عدد الأيمان فإن عليها أن تحتاط وتخرج من الكفارات ما يغلب على ظنها أنه لا يقل عن عدد الأيمان فبذلك تبرأ ذمتها. وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى رقم: 114497، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني