الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بالنسبة للعبادة تأتي من الخوف أم من الحب ؟ اسمح لي أن أقول رأيي أن العبادة تأتي من الخوف ومثال على ذلك. لو أخبرنا الله أنه لا يوجد جنة ولا نارا لا وحسابا، وأن الإنسان لما يموت سيموت ولا حساب عليه، وأن العبادة ليس لها أي جزاء. كم واحد سيستمر في العبادة؟ أعتقد سيكونون قليلين جدا، إذن العبادة محركها الأساس الخوف. أتمنى أن تناقشوا هذا الموضوع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

اعلم أن الخوف محركٌ وسائقٌ للقيام بواجبات العبودية ، ولكن ليس هو المحرك الوحيد ، فالإنسان في مسيره إلى الله عز وجل في هذه الحياة كما يقول ابن القيم رحمه الله: كالطائر له رأس وجناحان، فالرأس محبة الله، والجناحان الخوف والرجاء ، فإذا قُطع الرأس مات الطائر ، وإذا كسر أحد الجناحين عجز الطائر عن الطيران.

وقولك إنه لو لم يكن جنة ولا نار لما عبد الله إلا القليل من خلقه ، لا يُنافي هذه الحقيقة ، فإن من يقومون بواجب العبودية من البشر قليلٌ بالنسبة إلى جملتهم كما قال تعالى: وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين{يوسف:103}

فعلى المسلم أن يعبد ربه كما أمر، محباً له، راجياً لثوابه ، خائفاً من عقابه، دون أن يفترض هذه الافتراضات ، ويخوض في هذه الأبحاث. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 46678.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني