الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم وقوع الطلاق في غياب الوعي والإرادة

السؤال

أنا زوج قدر الله عليه وقوع الطلاق بينه وبين زوجته، ورغبة منا نحن الاثنين في مرضاة الله و تقصيا لحلاله أولا وقبل كل شيء وفي الصلح ثانيا، نستفتي سماحتكم في هذا الطلاق ونود أن نوضح لحضرتكم تفاصيل ما حصل في كل طلقة بكل دقة وتفصيل كي تكون قضيتنا واضحة أمامكم وجلية، ونسأل الله الذي رضاه هو في نهاية المطاف مبتغانا وغايتنا, نسأله التوفيق لنا ولكم ولأمة محمد- صلى الله عليه وسلم- أجمعين :
أولا : صفات الزوج الشخصية وحالته الصحية : الزوج عصبي المزاج، شديد الهياج عند الغضب، مصاب بارتفاع ضغط الدم، ومبتلى بمرض التدخين، كما أن السكر ينخفض عنده أحيانا -كلها أمور تزيد من الهياج والانفعال الغير طبيعي عند الغضب -.ثانيا: صفات الزوجة الشخصية وحالتها الصحية : عصبية المزاج، مستفزة، شديدة العناد .
الطلقة الأولى : بداية الأمر كان نقاشا حادا تخلله سباب، و كانت الزوجة تستفزني بلسانها وتلذعني بكلماتها فغضبت ومن ثم دخلت الى غرفة ثانية وجلست، فتبعتني وطلبت منها الخروج ولم تخرج، ولم تنفك الكلمات النابية تتبادل بيننا، فكررت عليها طلبي بأن تخرج من الغرفة فأبت، فحملتها وأخرجتها بالقوة وعدت إلى غرفتي، وأفاجأ بأن قذفتني بالحذاء على أسفل رأسي من الخلف أمام أطفالي والخادمة، فأستشطت غضبا وهياجا وقمت بضربها ضربا مبرحا، وهي تسبني وتزيد من غضبي، وهنا لا أعرف ماذا حصل لي فصرت أحوم في المنزل بحثا عن شيء لأضربها به، ولم أجد أمامي سوى قطعة من الرخام تزن ما بين 40 إلى 50 كيلو جرام، وعند حملي لهذه القطعة هاما أن أضربها بها هنا وقعت من يدي وانكسرت، وفي هذا اللحظة هربت الزوجة إلى غرفة مجاورة،ولحقت بها وكنت في هياج شديد فطلبت مني الطلاق وسبتني فقلت لها: أنت طالق .
الطلقة الثانية : كان خلافا عاديا تطور إلى سباب متبادل وكنت متعبا جدا ومرهقا، وهي ماانفكت تطلب مني الطلاق، وهنا خرجت مني الكلمة وقلت لها: أنت طالق.
الطلقة الثالثة : كنا ذاهبين إلى منزل والدتي وبعد وصولنا اكتشفت أنها غير موجودة، فقد ذهبت وأخي الأصغر للتسوق، وعند اتصالي بهم أخبروني بأنهم سيعودون قريبا، فقلت لزوجتي لنذهب نحن أيضا للسوق ونعود وقت عودتهم، فرفضت وأقسمت بأن لا تذهب إلا لبيتها، وحاولت تهدئتها دون فائدة وبدأ تستفزني بكلمات نابية فاتصلت على أبيها لأشكوها ونحن في السيارة، وهي تحاول أن تأخذ الهاتف مني لأن أباها مريض ولا تريده أن يزداد مرضه، وعندما لم تفلح في أن تأخذ مني الهاتف قامت بضربي على كتفي الأيمن، فضربتها، ثم عدت إلى منزل والدتي وأخذت أطفالي ودخلنا إلى عمارتها ولم تكن قد عادت بعد، فتبعتنا الزوجة إلى باب شقة والدتي وقامت بالسب والدعاء في بهو العمارة بصوت مرتفع ،وصراخ، مما أثارني وهنا ضربتها كي تسكت، فخلعت حذاءها وألقته علي فجاء في رأسي، ورددته عليها وأخذت أطفالي، وعدنا إلى السيارة، وتبعتنا مرة أخرى، وعند دخولها قامت بغرس أظافرها في وجهي ورقبتي حتى خرج الدم مني، وهنا لا أدري ماذا أصابني خرجت من سيارتي وصرت أضربها في الشارع أمام الناس، وفي هذه اللحظة اتصل علي والدها وسمع صراخها وقال لي: أنت لست من الرجال، وكررها أكثر من مرة، فقلت له وأنا في حال هياج وغضب جنوني بعد أن سببته -غفر الله لي- : إن بنتك طالق، وعلى مسمع منها .
شيخنا الفاضل لقد تدخل أناس عقلاء بيننا لأول مرة على وعد منهم بالإصلاح والتغيير، ولقد ارتضيناهم حكاما ومصلحين بيننا لما يشهد لهم من رجاحة عقل واعتدال فكر، واحتكام للضمير المستنير بدين الله عز وجل، وقد وضعوا نصب أعيننا وأعينهم مصلحة بناتنا الثلاث . وقد وافقنا جميعا على الصلح شريطة موافقة الشرع وتصريحه لنا، وهذا متمثل في فتواكم، وقد حرصنا كل الحرص على ذكر التفاصيل كاملة ونشهد الله على ذلك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمطلوب شرعا من الزوجين تبادل المودة وحسن المعاشرة، و أن يعيشا في جو من الوئام والمحبة بعيدا عن المشاحنات والخصام أحرى المشاتمة،والسب والضرب.

وبناء على ما ذكرت في سؤالك، فإن زوجتك على قدر كبير من العصبية والطيش وسوء الخلق، وقد ارتكبت أمرا محرما بسبها لك وشتمك وضربك، كما أنك أخطأت أيضا بضربها ضربا مبرحا كما ذكرت، فضرب الزوجة المأذون فيه يشترط فيه أن يكون للتأديب، وأن يكون غير مبرح.

ويظهر من السؤال أنك تلفظت بالطلاق ثلاث مرات متفرقات وهذه بلا شك تبين الزوجة وتحرمها حتى تنكح زوجا آخر إذا كانت هذه الطلقات الثلاث صدرت منك في حالة وعي منك، أما إن كنت في حالة فقد الوعي والإرادة فلا يقع من الطلقات ما صدر منك في هذه الحالة.

وعليه فأنت الأدرى بحالتك الخاصة وتراجع الفتوى رقم: 35727، وننصح بمراجعة المحاكم الشرعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني