الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتصور عدم استحضار نية الصلاة

السؤال

أنا كثير النسيان، وداما ما أنسى النية، وعرفت أن النية في الصلاة من الأركان، ولا أتذكر النية أحيانا إلا عندما أنهي الصلاة، أو أي عبادة أخرى. فما حكم ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنية شرطٌ من شروط صحة الصلاة باتفاق العلماء، لقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات. متفق عليه، ويجب على من أراد الصلاة أن ينوي الصلاة المعينة التي يريد فعلها بقلبه، مع التكبير أو قبله بزمن يسير، وقد بينا ما يلزمُ من أراد الدخول في الصلاة من النية في الفتوى رقم: 119040، فمن صلى صلاةً دون استحضار ما يجبُ عليه من نية فصلاته باطلة، ويجبُ عليه إعادتها لفوات شرط من شروطها وهو النية.

وأما إن كان الأمر مجرد وسوسة، فنصيحتنا لك ألا تلتفت إليها.

فقد نص شيخ الإسلام وغيره من العلماء على أن العبد لا يمكنه أن يعمل عملاً بلا نية، بل تكليف العباد أن يعملوا عملاً بلا نية تكليفٌ بما لا يطاق، وكونك تنسى النية إذا دخلت في الصلاة لا يكادُ يُتصور، والظاهر أنه نوعٌ من الوسوسة، فإن خروجك إلى المسجد وانتظارك الصلاة فيه ثم قيامك إذا أقيمت ووقوفك في الصف، وتكبيرك مع الإمام، ومتابعتك له، كل هذا دالٌ على وجود النية بلا شك، فحذار حذار من أن تسترسل مع الوسواس، وانظر الفتوى رقم: 95978.

ولعل مقصودك أنك لا تستشعر كمال الإخلاص، والاحتساب في الصلاة، واستحضار عظمة الله ونحو ذلك، وهذا وإن كان أمراً مهماً، وفواته ينقص أجر الصلاة بلا شك، ولكنه قدرٌ زائدٌ على النية الواجبة، وقد بينا القدر الواجب في النية في الصلاة والذي تصح الصلاةُ بفعله وتبطل بتركه في الفتوى السابق ذكرها أول الفتوى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني