الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فاتته الجمعة في أول الوقت فهل يصلي مع من يصلونها في آخره

السؤال

عندنا في تونس يوجد وقتان لصلاة الظهر، حيث تجد داخل المدينة الواحدة مسجدا يصلون فيه عند دخول وقت الظهر، وفي مسجد آخر يصلون في آخر وقتها. و هذا الحال معمول به أيضا في صلاة الجمعة. لكن مؤخرا تخلفت عن صلاة الجمعة في وقتها الأول نظرا لبعدي عن المسجد (10 كلم) و غياب وسيلة نقل. لكن بعد مدة زمنية توفرت لي وسيلة نقل فهل أتوجه للمسجد لقضاء صلاة الجمعة الثانية أم أصلي في المنزل صلاة الظهر. و هل هذه الجمعة بدعة أم لا؟ جزاكم الله خيرا، و باركنا لنا فيكم و في علمكم، وأسكنكم فسيح الجنان بدون حساب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا أن وقت الجمعةِ يمتد من زوال الشمس إلى دخول وقت العصر، وبينا أن المستحبَ هو فعل الجمعة في أول وقتها ، أي بعد الزوال مباشرة ، وذلك في الفتوى رقم:114520.

فمن فاتته الجمعة في أول الوقت لعذرٍ أو لغير عذر، ووجد جمعة أخرى تقام قبل انقضاء وقت الصلاة، فالواجب عليه أن يصلي الجمعة معهم ، لأنها واجب في ذمته ولا يبرأ إلا بفعلها. فمن كان من أهل الوجوب ، وكانت الجمعة تقام في أي جزء من أجزاء الوقت، وجب عليه إتيانها لقوله صلى الله عليه وسلم: الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: مملوك وامرأة وصبى ومريض. رواه أبو داود.

وبه تعلم أن الواجب عليك إذا تخلفت عن الجمعة الأولى لعذر أو لغير عذر أن تصلي مع من يصلون الجمعة الثانية. وانظر الفتوى رقم: 105145.

وأما المواظبة على فعل الجمعة في آخر الوقت فلا شك في أنه خلاف السنة ، إذ السنة التبكير بالجمعة ، والمبادرة بفعلها في أول الوقت ، كما بينا ذلك في الفتوى المحال عليها برقم: 114520.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني