الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في الصور التي تمنع دخول الملائكة المكان التي هي فيه

السؤال

في الوقت الحاضر انتشرت صور ذوات الارواح بكثرة حتى يكاد لا يخلو منها كتاب مدرسي، أو مجلة أو أغلفة السلع...الخ، ونحن عندما نصلي لا نستطيع إزالة كل تلك الصور أو نقلها إلى مكان آخر، فنكتفي بقلبها على الوجه الاخر، أو وضع شي فوقها بحيث لا تظهر الصور للرائي.
فما حكم صلاتنا في هذه الحال وهل تحضر الملائكة ؟ وهل يعتبر بيتنا بيتا لا تدخله الملائكة بحسب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا حكم التصوير في فتاوى كثيرة، وبإمكانك أن تطلعي على بعضها تحت الأرقام التالية : 108857، 53233، 15639، 41557 .

وفيها أن التصوير بالكاميرا أو الفيديو مختلف فيه بين أهل العلم، والذي نرجحه هو الجواز ما لم يعرض فيه ما يحرمه، كأن تكون الصورة لامرأة متبرجة أو لقصد التعظيم، انظري الفتوى: 680 .

فإذا أضيف إلى ذلك عموم البلوى بهذه الصور وانتشارها في كل مكان - كما أشارت السائلة- حتى عسر الاحتراز منها وشق تجنبها فذلك كله مما يجلب التيسير في أمرها؛ فمن القواعد الشرعية: أن المشقة تجلب التيسير، وأن عموم البلوى له حكم خاص كما بينا في الفتوى: 80895 .

وعلى ذلك فلا حرج في الصلاة في البيت الذي توجد فيه هذه الصور -إن شاء الله تعالى- إذا لم تشغل عن الصلاة، ولم يستطع المصلي إزالتها، أو كان في ذلك ما يشق عليه أو يسبب له حرجا، فقد نص العلماء على أن الصور الممتهنة والتي تكون على العملات من القسم الذي لا ينكر؛ كما سبق بيانه في الفتوى: 15639 ولا يستبعد أن تكون هذه الصور المنتشرة في كل مكان من هذا النوع، وإذا وجد المسلم مكانا خاليا منها فلا شك أن الصلاة فيه أفضل، فقد كره أهل العلم الصلاة في الثياب التي عليها تصاوير، وكذلك البسط والفرش والستائر، كما سبق بيانه في الفتوى: 41557 .

ولذلك فما تفعلون من قلبها أو بسط شيء عليها هو الأفضل وهو دليل على امتهانها.

وعلى القول بجواز الجائز منها؛ فإنها لا تمنع دخول الملائكة ما دامت مباحة على ما قاله كثير من أهل العلم ؛ فقد قال الحافظ في الفتح بعد بحث طويل في هذا الموضوع: ..في رواية النسائي إما أن تقطع رؤوسها أو تجعل بسطا توطأ، وفي هذا الحديث ترجيح قول من ذهب إلى أن الصورة التي تمتنع الملائكة من دخول المكان التي تكون فيه باقية على هيئتها مرتفعة غير ممتهنة، فأما لو كانت ممتهنة أو غير ممتهنة لكنها غيرت من هيئتها إما بقطعها من نصفها أو بقطع رأسها فلا امتناع . ثم قال : وقال الخطابي: والصورة التي لا تدخل الملائكة البيت الذي هي فيه ما يحرم اقتناؤه منها، وهو ما يكون من الصور التي فيها الروح مما لم يقطع رأسه أو لم يمتهن. ثم أشار إلى تقوية ما ذهب إليه الخطابي .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني