الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من الإعانة على التبرج

السؤال

ابنتي اعتادت على أن تسرح شعرها وتضع مواد لكي يبقى الشعر أحسن، وهي تطلب مني أن أشتري لها هذه المواد، كذلك هي كثيرا ما تشتريه أو تذهب لتشتري بنفسها، وموضوع الحجاب تقول لا أدري متى أعمله ،كما أنها من قبل تعرضت للعنصرية، هل إن اشتريت لها آلة تسريح الشعر أوتلك المواد أكون قد أخذت إثما أم يبقى هذا حسب التدرج في التربية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الواجب على كل مسلم أن يتقيَ الله تعالى، وأن يطبق تعاليم الشرع، التي فيها سعادة الدنيا والآخرة، وأن يعلم أنه إذا خالف تعاليم الإسلام وتعدى حدود الله، فإنه بذلك يعرض نفسه لغضب الله وعقوبته، وغضب الله تعالى لا تقوم له السموات والأرض، فالواجب عليكِ وعلى ابنتك التوبة النصوح لله تعالى، والاجتهاد في تطبيق أحكام الدين.

والواجبُ على ابنتكِ أن تبادر بارتداء الحجاب وألا تسوف في التوبة ولا تؤخرها، فإن الموت يأتي بغتة، و (سوف) من أعظم جنود إبليس قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ. {التحريم :8}.

ولتحذرِ ابنتك كل الحذر من أن تكون واقعةً تحت الوعيد الذي تستحقه المتبرجات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجد ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه مسلم.

ولا يجوز لكِ أن تعينيها على التبرج بشراء مواد التجميل التي تستعملها في التزين إذا خرجت من بيتها، لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، والله عز وجل يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. {المائدة:2}، بل الواجبُ عليكِ أن تأمريها بالحجاب، وتجتهدي في إلزامها به، مستعملةً في ذلك كل الوسائل الممكنة، من الرفق تارة، والشدة والعقوبة تارة، حتى ترعوي وتستقيم على الجادة، واعلمي أنكِ إن فرطتِ في ذلك، وقصرتِ في نهيها عن المنكر فإنكِ مسؤولة ومحاسبة غداً على تقصيرك ذاك، وقد قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ. {التحريم:6}.

نسأل الله أن يهدينا وإياك وابنتكِ إلى سواء السبيل .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني