الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

1-السلام عليكم و رحمة اللهأنا طالب ولي أب وأم يعملان في البنوك الربوية وأنا أشعر بالرغبة الشديدة في الزواج فهل يجوز لي أن أقترض من أهلي بعض المال لتسهيل الزواج وأنوي أن أرد ذلك المال إن شاء الله .وقد علمت من بعض أهل العلم أن للعلماء في ذلك قولان فمنهم من قال إن الاثم على الكاسب فقط ومنهم من يقول لا بل على كل من يعلم.فهل ترون أن الزواج من الضرورات التي قد تجيز ذلك الأمر؟.أرجوكم أن تفيدوني لأهمية الأمر بالنسبة لاخيكم المسلم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فسبقت الإجابة على حكم الانتفاع بالمال الحرام برقم:
6880
وذكرنا هنالك أن من كان كل ماله حراماً لا يجوز التعامل معه، لا قرضاً ولا غيره، وإن كان بعض ماله حلالاً وبعضه حراماً كره التعامل معه.
وعليه فنقول للسائل: إذا كان مال والديك كله من الربا فلا تقربه لا بقرض، ولا بغيره، وحاول الزواج بطريقة أخرى، فالله تبارك وتعالى يقول: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب)[الطلاق:2،3 ] وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم من لم يستطع الزواج إلى الصوم، فقال كما في صحيح البخاري: "ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" وأما إن كان مالهما بعضه حلالاً وبعضه حراماً فإن الاقتراض منه مكروه، ولا يصل إلى حد الحرمة على خلاف بين العلماء فيه.
ولا شك أن الأحوط والأبرأ لذمة الإنسان أن يبتعد عن كل ما فيه شبهة من حرام.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني