الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى أثر الوساوس على صحة الصلاة

السؤال

يأتيني وسواس أثناء الصلاة وأحيانا في الأوقات العادية، ويقوم بسب الرسول صلى الله عليه وسلم والله عز وجل، وبحثت كثيرا عن أدعية تبعد عني الوسواس، وقرأت في أحد الأيام أن الإنسان يحاسب على ما في قلبه ولا يحاسب على هذا الوسواس؟
هل أحاسب على هذا الوسواس وتبطل الصلاة به لأن هذا الموضوع يضايقني كثيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دامت هذه مجرد خواطر لم ينعقد عليها القلب، فلن تؤاخذ بها. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم.

لكن عليك التلهي والإعراض عنها، وعدم الاسترسال معها حتى لا يتمكن منك الشيطان ويتسلط عليك.

وأما الصلاة فلا تبطل بذلك، فقد ذكر النووي في المجموع: أن الصلاة تصح وإن حصل فيها فكر واشتغال قلب بغيرها, وهذا بإجماع من يعتد به في الإجماع. اهـ .

لكن الصلاة يقل ثوابها بذلك؛ لما روى أبو داود وأحمد وحسنه الألباني عن عمار بن ياسر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها.

وفي صحيح مسلم وغيره أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثا، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.

وعليك بالمحافظة على قراءة المعوذات وغيرها من أذكار الصباح والمساء، وأدبار الصلوات، والنوم وغيرها، وأكثر من التضرع والابتهال إلى الله عز وجل وسؤاله أن يرزقك الخشوع في الصلاة، ويعيذك من الشيطان الرجيم. وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 1406، 52270، 59659، 75046.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني