الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإشارة إلى مواقيت الصلاة في القرآن

السؤال

هل ذكر في القرآن الكريم تحديد لمواقيت الصلاة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال تعالى: إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا {النساء:103}

ووردت الإشارة إلى مواقيت الصلاة في القرآن، واستنبط ذلك بعض أهل العلم من بعض الآيات، فمن ذلك وقت صلاة الصبح والعصر، فقد قال الله عز وجل: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ {ق:39 }

وثبت في الصحيح أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا. ثم قرأ هذه الآية. فالآية على هذا الوجه من التفسير تدل على وقت الصبح والعصر بوضوح.

وقد قال عز وجل: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود: 114}

فسر جماعة من السلف طرفي النهار بالصبح والمغرب. حكاه ابن كثير عن ابن عباس والحسن وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وفي الآية أقوال أخرى، وعلى هذا الوجه تكون الآية قد أشارت إلى وقت صلاة المغرب إشارة واضحة وأنه في آخر النهار متصلاً به، وذلك أن المغرب تجب بغروب الشمس.

وقد ذكر الله تعالى وقت الظهر والعشاء في قوله تعالى: أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا{الإسراء:78}

فأشارت الآية إلى الصلوات الخمس وأن أربعا منها متصلة، وهي من الظهر إلى العشاء، وبينت أول وقت الظهر وهو دلوك الشمس أي زوالها، وأشارت إلى وقت العشاء وأنه غسق الليل أي ظلمته.

قال ابن كثير: وقال هشيم عن مغيرة عن الشعبي عن ابن عباس: دلوكها زوالها. ورواه نافع عن ابن عمر, ورواه مالك في تفسيره عن الزهري عن ابن عمر, وقاله أبو برزة الأسلمي, وهو رواية أيضا عن ابن مسعود ومجاهد, وبه قال الحسن والضحاك, وأبو جعفر الباقر, وقتادة, واختاره ابن جرير ... فعلى هذا تكون هذه الآية دخل فيها أوقات الصلوات الخمس من قوله "لدلوك الشمس إلى غسق الليل" وهو ظلامه, وقيل: غروب الشمس, أُخِذ منه الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وقوله: "وقرآن الفجر" يعني صلاة الفجر".

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني