الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم القدرة على التصرف بالمال هل يبيح استثماره بالربا؟

السؤال

1-وضعت مبلغاً من المال في البنك لأتقاضى منه شهريا مبلغاً من المال كأرباح أو فوائد من البنك لتغطية نفقات أسرتي حسب الفتاوى التي تجيز ذلك في مصر فهل هذا جائز إذا علم أن أصل المال إن لم يستخدم في شيء ضاع كله وضاعت معه الأسرة ولأني غير قادر على استثمار المال في شيء مفيد. مع الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كان هذا البنك ربوياً -كما هو الظاهر من السؤال- فإن المبالغ التي تعود على صاحب المال المودع في البنك هي عين الربا، وتغطية النفقات الأسرية لا تبيح الإقدام على هذه الكبيرة التي هي من أكبر الكبائر وأبشع الجرائم، والتي آذن الله تعالى بالحرب مرتكبيها المستثمرين فيها، فقال عز من قائل: (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) [البقرة:279]
وهذا السائل له رأس مال فهو لم يكن من المضطرين، ثم إن طرق استثمار الأموال المباحة كثيرة جداً ولله الحمد، فالله تبارك وتعالى أباح البيع بجميع أنواعه: من تجارة ومضاربة وشراكة وغير ذلك من وسائل الاستثمار، ولا شك أن فيما أباح الله تعالى غنى للمسلمين وكفاية عما حرمه وحذر منه، والمسلم المصدق بكلام الله وبكلام رسوله يعلم أن ما يسمى بالفوائد الربوية، ليس بفائدة حقيقة ولا بنماء، لأن الله يقول في محكم كتابه (يمحق الله الربا) البقرة
فأي استثمار وأي نماء يرجى من التعامل بالربا بعد هذا الوعيد الرباني، فعليك أخي الكريم أن تتقي الله تعالى في نفسك وفي أسرتك، وفي أموالك المباحة، فلا تستثمرها في ما يعود عليها بالمحق، وعليك فيما لا تحمد عقباه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني