الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السعيد من رضي بما قدره الله تعالى عليه

السؤال

أنا مطلقة لكن للأسف أحس مسؤولية على جسمي، وأنا منذ كنت 17 سنة صغيرة إلى الآن 20، عمره ما ساعدني. والآن أخاف من عذاب ربي على عدم قدرتي على تربيتهم، وأبوهم طردهم، وأنا أحس أني منهارة، وأحس أني الآن أريد من يهتم بي، وشكرا. أرجو إرسال شيء أو أدعية تصبرني على مصيبتي لأنه حتى القرآن حين أمسكه أحس بضيق، أسمعه لا بأس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يعوضك خيراً، ويصلح شأنك.. أما عن سؤالك فالسؤال غير واضح، والذي فهمناه أنك مطلقة، وأنك تشعرين بمسؤولية لعدم قدرتك على تربية أولادك، وأنك تشعرين بالضيق والكآبة، وتريدين بعض الأدعية تعينك على الصبر، فإذا كان الأمر كذلك... فاعلمي أن تربية الأولاد من أعظم مهام المرأة المسلمة، ومجاهدتها وصبرها على ذلك من أعظم الأعمال التي تنفعها في الدنيا والآخرة.

وننبه إلى أن نفقة هؤلاء الأولاد لا تلزمك، وإنما تلزم والدهم، أما عن شعورك بالضيق فاعلمي أن الدنيا دار ابتلاء وليست دار جزاء، والسعيد من قابل القدر بالرضا.. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

والمؤمن لا ييأس أبداً، مهما أصابه من بلاء، فعليك أن تحذري من كيد الشيطان، وأن يلقي في قلبك اليأس.. واحرصي على ما ينفعك، واجتهدي في تحصيل الأسباب التي تحميك من ضيق الصدر وكآبة النفس، وهي مبينة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 118940، 26806، 50170.

واعلمي أنك إن استقمت على طاعة الله وصبرت فلن يضيعك الله أبداً وأبشري بكل خير، قال الله تعالى: إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني