الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدني ثقافة المرأة لا يبرر طلاقها

السؤال

لقد تزوجت بالطريقة التقليدية بمعرفة الأهل ولم تتح لي الفرصة في معرفة زوجتي ولكن بعد الزواج وجدت أنها ساذجة جدا وثقافتها متدنية جدا وتقريبا أمية في الكتابة والقراءة وأنا حاصل على الدكتوراه وقد قررت أن أطلقها لكن قلبي لم يطاوعني وشفقت عليها كما أنها مطيعة جدا ولا يشغلها شاغل إلا رضائي وملتزمة فهل الإبقاء عليها عندي وعدم الطلاق يحسب لي حسنة عند الله يوم لا ظل إلا ظله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن ما شهدت به على زوجتك من الالتزام بواجبها الشرعي اتجاه ربها، ثم القيام برضى زوجها هو المطلب الأساسي الذي ينبغي للمسلم أن يبحث عنه في اختياره لربة بيته وشريكة حياته، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول مرشداً من أراد الزواج: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" متفق عليه، ويقول: "ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة خرساء ذات دين أفضل" فما دامت هذه المرأة ملتزمة بدينها وأخلاقها، ومطيعة لزوجها، فلا شك أن إمساكها والإبقاء عليها حباً لها في الله تعالى، واعترافاً بجميلها، فيه الثواب الكثير، والأجر الكبير، إذ الحب من أجل الله تعالى وحده هو إحدى الخصال التي توجد بها حلاوة الإيمان، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان وذكر منها: "وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله" والله تعالى يقول: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)[الرحمن:60] ثم إن ما ذكرته من جهل هذه المرأة، وتدني مستواها الثقافي أمر خفيف يمكنك علاجه بأن تعلمها أنت ما تحتاج إليه في أمر دينها، ودنياها، ولا يبرر لك طلاقها، ونذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً، رضي منها آخر" رواه مسلم
ولله در من قال:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني