الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وضع طبقة من الدهان على جدار متنجس

السؤال

لدي حائط في منزلي مدهون بالزيت - نوع من الدهان - جاءت عليه نجاسة ثم جفت ولم يتم إزالتها ثم دهن مرة أخرى - بطبقة جديدة - فهل يجب عليه تقشيره مرة أخرى لإزالة النجاسة أم لا يجب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن دين الله يسر وهو مبني على التخفيف ورفع الحرج ، قال عز وجل: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحـج:78}

فما تسأل عنه من وجوب تقشير طبقة الطلاء الجديدة لإزالة ما تحتها من نجاسة ، هو من الحرج الذي رفعه الله عن هذه الأمة، وقد ذهب بعض أهل العلم وهم الحنفية ووافقهم شيخ الإسلام ابن تيمية ، إلى أن الأرض تطهر بالجفاف هي وما اتصل بها اتصال قرار كالشجر والبناء ، وانظر الفتوى رقم: 60066.

وإن قلنا بقول الجمهور، وهو وجوبُ تطهير الأرضِ، وما اتصل بها كالجدار وإن جفت النجاسة فإن التطهير يكون بمكاثرة الماء وهذا يمكنك فعله بلا مشقة بأن تغتسل ذلك الموضع، واعلم أن تطهير البقعة ، وكذا الجدار لا يجبُ لذاته، وإنما يجبُ للصلاة.

جاء في حاشية العدوي: قَوْلُهُ :[ لِأَجْلِ الصَّلَاةِ إلَخْ ] أَيْ الطَّهَارَةُ لِأَجْلِ الصَّلَاةِ , وَأَمَّا طَهَارَةُ الْبُقْعَةِ لَا لِلصَّلَاةِ كَذِكْرٍ وَقِرَاءَةِ قُرْآنٍ , فَمَنْدُوبٌ كَذَا ظَهَرَ لِي , وَأَمَّا لِغَيْرِ ذَلِكَ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مُبَاحٌ. انتهى.

ووجود هذه الطبقة من الطلاء على الجدار مانعٌ من وصول النجاسة إلى بدن الملامس للجدار أو ثوبه ، فإذا امتنع وصول أثر هذه النجاسة إلى بدن من يريد الصلاة أو ثوبه ، لم تكن إزالتها واجبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني