الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قضاء الديون عن الآخرين غير واجب

السؤال

مشايخنا الكرام... أفيدونا أفادكم الله وأفاد بكم العباد..عندنا خلاف بيني وبين أخي الكبير، وأصله، سافرنا إلى بلاد أجنبية حتى نعين أسرتنا بالمال.. فأصبح أخي لا يبالي بالحدود الشرعية، ويأخذ أموال غيره ولا يردها ولقد دفعت عنه أموالاً كثيرة فكلما سمعت أحداً يطلبه دفعت عنه المال حتى لا يصيبنا الحق تعالى بذنبه أجمعين.. فنحن علينا عهد ألا نصيب أموال الناس.ثم كثر الطالبون لأموالهم من أخي ثم دار بيننا نقاش حاد جداً، ثم افترقنا.. فأصبح يشيع عني بأني سفيه، ويقذفني بالفواحش.. ازدادت حدة الخلاف فأصبحنا لا نتخاطب معاً مطلقاً ولا يرد السلام علي لا في شهر مبارك ولا يوم عيد علما بأنه يكبرني بعامين وعمره 26 عاماً فما الحكم الحال؟ وما واجبي؟.. جزاكم الله خيرا الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فجزاك الله خيراً على ما قمت به تجاه أخيك، وعليك أن تصبر على ما تلقاه منه من المعاملة السيئة ابتغاء مرضاة الله تعالى، ولتكن هذه الآية أمامك، وهي قوله تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم*وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)[فصلت:34،35] ونذكرك أيضاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يشكو إليه سوء معاملة أقاربه، قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال: "إن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل(الرماد الحار) ولا يزال من الله معك ظهير عليهم، ما دمت على ذلك" رواه مسلم وأحمد وأبو داود. واعلم أنه لا يجب عليك أن تقضي عنه الديون التي تطلب عليه، وإثمها إنما يتعلق به وحده، لقوله سبحانه وتعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني