الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يمضي العبد في ما استخار لأجله ولا يتركه إلا إن صرفه الله عنه

السؤال

لقد تقدم لي عريس: أخلاق، واحترام، ودين. شخص إلى الآن واضح أن به كثيرا من المواصفات التي تتمناها أي فتاة، المستوى الاجتماعى لا بأس به، المشكلة تكمن أنني منذ أن رأيته أول مرة قلت فى داخلي إنني لن أوافق عليه، وعندما سئُلت عن رأيي وافقت، لا أعلم ما سبب رفضي له؟ إنني لم أحس بقبول شكله من البداية، ولكن ما يحيرني أنني كلما جلست معه أحسست بقبول الشكل، ولكن نسبة قبولي لشكله ضئيله جداً، كل من حولي يمدحونه عداي لا أعرف ماذا أفعل؟ أخاف أن أرفضه لشكله فأحاسب من الله لأن الخلق بيد الله، ولكن أرجع أقول لنفسي إن أهم شيء فى قبول شخص أو رفضه هو الارتياح الشكلي فأرجوكم أريد المساعدة؟ وبالنسبة لصلاة الاستخارة لقد صليتها أكثر من مرة ولا زلت لا أعرف ماذا أفعل؟ فأرجو المساعدة سريعاً لأنني أريد أن أحصل على قرار، هناك مشكلة خطيرة لا أعلم كيف أقولها، وأنا فى الجامعة كنت أميل تجاه شاب وأحببته حبا جما، ولكن فى نفسي فقط لم أعبر عن هذا الحب له أبداً، بمعنى أنني لم أكلمه يوماً لا هو ولا غيره، وعندما تقدم لي هذا العريس صليت صلاة الاستخارة وكانت النتيجة أنني رأيت هذا الشاب من الجامعة فى منامي حزينا، وينظر إلي ويبتعد عني وأنا خفت أن يضيع من بين يدي فأسرعت وراءه وأنا أبكي بشدة، ووقفت بجانبه لا أفعل شيئا ولا حتى أكلمه، غير أنني ظللت أبكي فى الحلم. فهل هذا معناه أن أرفض هذا العريس أم أقبل أم ماذا أفعل؟ فبالرغم من أن هذا الشاب من الماضي، يعني حتى رؤيتي له صارت معدومة منذ سنتين. فأرجوكم ساعدوني هل أقبل أم أرفض؟ وأرجو بيان الشروط التي على أساسها يقبل أو يرفض عريس تبعا للأهمية؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل في معيار اختيار الزوج هو الدين والخلق، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني.

وذلك لأن في صلاح الدين والخلق سعادة الآخرة والدنيا، ولكن ذلك لا يعني أنه لا يجوز لك اشتراط أمر غير الدين والخلق في الزوج، فمن حقك أن تشترطي مع الدين والخلق أموراً أخرى مباحة، وإذا رفضت من تقدم إليك لعدم قبولك لشكله فلا إثم ولا حرج عليك في ذلك، والذي ننصحك به إذا كان هذا الشاب ذا دين وخلق ووجدت في نفسك قبولاً له فلا تترددي في قبوله بعد استخارة الله عز وجل.

وبخصوص الاستخارة، فقد تكلم العلماء فيما يعتمده العبد بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر وتيسر الأمر أم أنه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه؟ وهذا الأخير هو الراجح عندنا وهو قول العز بن عبد السلام.

قال ابن حجر في فتح الباري: قال ابن عبد السلام: يفعل ما اتفق، ويستدل له بقوله في بعض طرق حديث ابن مسعود في آخره: ثم يعزم. فتح الباري.

وأما بخصوص الرؤيا التي رأيتها فلا علاقة لذلك بنتيجة الاستخارة، وانظري الفتوى رقم: 95059.

وعليك أن تجتهدي في إزالة تعلق قلبك بهذا الشاب، وذلك بالاستعانة بالله وعدم الاسترسال مع الأفكار والخواطر، مع كثرة الدعاء فإن الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني