الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المذي...تعريفه...وما يلزم منه

السؤال

1-بسم الله الرحمن الرحيم أنا إنسان ملتزم بفضل الله تعالى ولكني أعاني من مشكلة (المذي )و(الودي )فهو قد ينزل مني لأي منظر أو قول أو فعل متعلق بالناحية الجنسية وكثيرا ما ينتابني هذا وأنا في الصلاة رغم أني أعمل كل جهدي لصرف الذهن عن هذا الموضوع والسؤال ماذا أفعل في هذه الحالات؟ أولا، وثانيا: فأنا أقع في هذا أكثر عند الاقتراب من زوجتي عند النوم فما حكم إزالة ما ينزل من المذي على الملابس علما أنني لايمكنني رؤية شيء خاصة مع صلاة الفجر أو الليل أفيدوني أفادكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن المذي هو الماء الأبيض الذي يخرج عند ثوران الشهوة، ويجب منه غسل الذكر والوضوء، لحديث الصحيحين عن علي رضي الله عنه قال: كنت رجلاً مذاءً، وكنت أستحي أن أسأل النبي صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته، فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال: يغسل ذكره ويتوضأ.
ويجب الوضوء منه ولو تكرر كثيراً، لقول علي كنت رجلاً مذاءً(أي كثير المذي) قال ابن حجر في الفتح: واستُدِل به(أي هذا الحديث) على وجوب الوضوء على من به سلس المذي للأمر بالوضوء مع الوصف بصفة المبالغة الدالة على الكثرة، وتعقبه ابن دقيق العيد بأن الكثرة ناشئة عن غلبة الشهوة مع صحة الجسد، بخلاف صاحب السلس فإنه ينشأ عن علة في الجسد. انتهى.
ولا خلاف بين العلماء أن المذي الخارج عن طريق الصحة أي بواسطة الشهوة الجنسية يجب منه الوضوء فهي سنة مجمع عليها قاله ابن عبد البر: فإن كان خروجه لسلس بأن كان لغير سبب فاختلف العلماء في وجوب الوضوء منه: فذهب مالك إلى أنه لا يجب بل يندب فقط، وذهب جمهور العلماء ومنهم: أبو حنيفة والشافعي وأحمد إلى وجوب الوضوء منه لكل صلاة قياساً على المستحاضة، وهو الراجح.
وأما بالنسبة لما يصيب الثوب منه فقيل: يجب غسله وبه قال مالك والشافعي، وقيل: يجزئ فيه النضح وهو الرش بالماء وبه قال أحمد ولعل الراجح هو التفصيل فمن كانت حالته طبيعية فالواجب في حقه الغسل ومن كانت حالته غير طبيعية كفاه النضح، لحديث سهل بن حنيف قال: كنت ألقى من المذي شدة، وكنت أكثر من الاغتسال، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنما يجزئك من ذلك الوضوء" قلت: يا رسول الله فكيف بما يصيب ثوبي منه؟ قال: "يكفيك أن تأخذ كفاً من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه أصاب منه". رواه الترمذي وأبو داود وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
وعلى هذا نقول لك: إذا أصاب المذي ثيابك فإن استطعت غسل ما أصاب منها فافعل للخروج من الخلاف، فإن لم يتيسر لك ذلك فانضحها.
وإن استطعت أن تتخذ ثوباً للنوم غير ثوب الصلاة فإن ذلك أحوط لك وأقل مشقة.
ثم إننا ننبهك إلى أن الودي ليس كالمذي فالودْي ماء غليظ أصفر يخرج أثر البول، وحكمه حكم البول لا يلزم منه إلا ما يلزم من البول.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني