الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لقد تزوجت من شخص مريض نفسيا ولم أكن أعلم بذلك، طلقني للمرة الأولى ورجعت، والثانية ورجعت، وأنا لا أعلم بمرضه، ولكن المرة الثالثة عند وقوع الطلاق بدأ يبين أنه مريض، وبدأ يبين الأوراق والتقارير الخاصة بمرضه، وعرض هذه الأوراق على الشيخ الفوزان، وبعد ما نظر الشيخ الفوزان في التقارير وتأكد من صحة مرضه لم يحسبها طلقه بسبب مرضه، ورجعت قبل نهاية عدتي، وبعد فتره طلقني عن طريق رسالة بالجوال في شهر رمضان الماضي، والآن لي تسعة شهور وقد انتهت العدة، وبدأ الآن يحاول أن يراجعني بعذر أنه مريض ولا يعلم ماذا يقول.
فما رأي الشرع في ذلك؟ أرجو الإسراع في الرد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت تلك الطلقتان الأوليان قد حصلتا وزوجك يعي ما يقول فهما نافذتان.

كما أن الطلقة الثالثة نافذة أيضا إن كان يعي ما يقول، وإن كان لا يعي ما يقول عند صدور الطلقات التي صدرت عنه أو بعضها، فإنه ما صدر عنه وهو لا يعي ما يقول لا يؤخذ به.

ونحن نحسن الظن بالشيخ الفوزان الذي قلت إنه قد أفتاه بعدم وقوع الطلقة الأخيرة، فلعله قد ثبت لديه تأثير المرض على عقله، وراجعي الفتوى رقم: 19625.

وبالنسبة للطلقة الواقعة بواسطة رسالة الهاتف فهي تعتبر من كنايات الطلاق، فإن كان قد كتبها وهو يعي ما يفعل ونوى الطلاق فهو نافذ، وإن لم ينو الطلاق أو كان لا يعي ما يفعل فلا شيء عليه كما تقدم في الفتوى رقم: 17011.

وننبه إلى أنه في حال وقوع الطلاق ثلاثا فلا تصح الرجعة، بل تحرمين عليه ولا تحلين له إلا بعد أن تنكحي زوجا غيره نكاحا صحيحا نكاح رغبة لا نكاح تحليل، ثم يطلقك بعد الدخول.

وإن كان أقل من ثلاث وانتهت عدتك فلا بد من تجديد عقد النكاح بأركانه من حضور الولي، وشاهدي عدل، مع مهر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني