الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبب في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل بعض أنواع الحيات

السؤال

هناك نوع من الحيات التي تقتل بعينها, وقد ورد في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ منها, فما هي حقيقة هذه الأفاعي ؟!

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل ذي الطفيتين والأبتر من الحيات، واستثنى حيات البيوت من القتل، وذلك في أحاديث كثيرة ثابتة في البخاري ومسلم والسنن، نذكر بعضها: روى الإمام البخاري بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اقتلوا الحيات، واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر، فإنهما يطمسان البصر، ويستسقطان الحبل) قال عبد الله: فبينا أنا أطارد حية لأقتلها، فناداني أبو لبابة: لا تقتلها، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتل الحيات. قال إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت، وهي العوامر. (ذا الطفيتين) نوع من الحيات خبيث في ظهره خطان أبيضان. و(الأبتر) نوع من الحيات قصير الذنب (الذيل) أو ما لا ذنب له.
وفي السنن من حديث ابن عمر بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين، والأبتر، فإنهما يلتمسان البصر، ويسقطان الحبل" رواه النسائي، وأبو داود، والترمذي وابن ماجه، وأحمد.
ومعنى(يلتمسان البصر، ويسقطان الحبل) يخطفان ويطمسان البصر بمجرد النظر إليهما لخاصية السمية في بصرهما، وقيل معناه أنهما يقصدان البصر باللسع والنهش. (ويسقطان الحبل) أي الجنين عند النظر إليهما بالخاصية السمية، أو من الخوف الناشئ منها لبعض الأشخاص. أفاده صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داود.
وإذا وجد المسلم حية من حيات البيوت فعليه أن يتركها، وأن يؤذنها ثلاثة أيام، فإذا لم تغادر البيت بعد ذلك فليقتلها حينئذ، لما رواه الإمام مسلم وغيره، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن بالمدينة جناً قد أسلموا. فإذا رأيتم منهم شيئاً فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه. فإنما هو شيطان" ومعنى (آذنوه) أعلموه. قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: (قال العلماء: إذا لم يذهب بالإنذار علمتم أنه ليس من عوامر البيوت، ولا ممن أسلم من الجن، بل هو شيطان فلا حرمة له، فاقتلوه، ولن يجعل الله له سبيلاً إلى الإضرار بكم.)

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني