الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يترخص برخص السفر إذا كان المطار داخل حدود المدينة

السؤال

أنا فتاة سأسافر إن شاء الله مع محرم لي، وعندي أسئلة متعلقة بهذا السفر:
هل يمكن أن نجمع صلاة الظهر مع العصر جمع تقديم، مع العلم أننا سنخرج من البيت قبل صلاة العصر بقليل لكي نصل في الموعد المحدد للطائرة؟
وهل يمكن أن نقصر الصلاة الرباعية مع العلم أننا سنسافر من إيطاليا إلى المغرب عبر الطائرة؟
هل يجوز لي أن أصلي المغرب والعشاء جمع تقديم في صالة الانتظار في المطار بوجود المحرم وقد يكون في الصالة رجال أجانب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما بالنسبة لقصر الصلاة فإنه لا يجوز لكم قصر الصلاة قبل مغادرة المدينة أو القرية التي تقيمون فيها، لأن القصر خاص بالسفر، فلا يجوز القصر قبل الشروع في السفر.

وعليه، فلا يجوز لكم القصر في البيت ولا في المطار إلا إذا كان المطار خارج حدود مدينتكم أو قريتكم.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: إذا كان المطار خارج المدينة فلكم الجمع بين الصلاتين والقصر، لأنها بدأت في حقكم رخص السفر، أما إذا كان المطار داخل المدينة فإنه لا يجوز الترخص برخص السفر حتى تقلع الطائرة وتغادر المدينة. انتهى.

وأما بالنسبة لجمع الصلاتين في المطار، فإن كان المطار خارج حدود المدينة فلا حرج لأنكم شرعتم في السفر كما ذكرنا، وأما إن كان داخل حدود المدينة فالأفضل لكم أن لا تجمعوا بين الصلاتين، لأن أكثر أهل العلم لا يجيزون الجمع بين الصلاتين في الحضر وأنتم لم تسافروا بعد.

وإذا كان في عدم الجمع مشقة فنرجو أن لا حرج عليكم في الجمع لأنه ورد ما يدل على جواز الجمع في الحضر دفعا للحرج والمشقة، كما في صحيح مسلم عن ابن عباس قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء. بالمدينة في غير خوف ، ولا مطر. في حديث وكيع: قال: قلت لابن عباس: لم فعل ذلك؟ قال: كي لا يحرج أمته. انتهى.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى حول جمع المسافر في مدينته قبل السفر: يجوز للمقيم أن يجمع بين الصلاتين إن كان هناك حرج من أداء الصلاة الثانية في وقتها، والجمع أوسع من القصر، فلا قصر إلا لمسافر. والجمع يجوز للمسافر والمقيم حيث يوجد الحرج من أداء الصلاة الثانية، سواء في وقتها أو في جماعة. وعليه، فيجوز لك أن تقدم العصر فتصليها مع الظهر في مدينتك إن غلب على ظنك أنك لن تقدر على أدائها في وقتها بسبب سفرك. انتهى.

ولا ينبغي لك أن تصلي في مكان مختلط يراك فيه الرجال عند ركوعك وسجودك، وابحثي عن مكان تصلين فيه بعيدا عن أعين الرجال، وهذا ما لم تخشي فوات الوقت، فإن خشيت فوات الوقت فصل على أي حال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني