الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرط جواز الأخذ من الحواجب الكثيفة

السؤال

أنا كنت من النساء اللاتي ينمصن حواجبهن، ولكن الآن الحمد لله تمكنت من التخلي عن هذه العادة.
المهم أني كنت أزيل حتى بعض الشعر الذي كان فوق الحاجب؛ والآن عندما تركته ينمو؛ أصبح كثيفا كثيرا، كما أنني قرأت في إحدى الفتاوى أن النمص هو إزالة الشعر من على العظم. فأفتوني جزاكم الله خيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئا لك بما من الله به عليك من هداية، ونسأله سبحانه أن يثبتك على صراطه المستقيم، وألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك.

وقد سبق بيان معنى النمص في الفتويين: 22244، 13654.

وأما كثافة الحواجب، فإن كانت قد بلغت من الكثافة حدا مشوها للخلقة وخارجا عن أصلها المعتاد، فلا حرج حينئذ في تخفيفه بالقدر الذي يزول به هذا التشوه ولا يتعداه. ولا يدخل ذلك في النمص المحرم، وإنما هو إزالة عيب وشين؛ فإن عرفجة بن أسعد قطع أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفا من ورق فأنتن عليه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفا من ذهب. رواه أبو داود والترمذي والنسائي.

وانظري لمزيد الفائدة الفتوى رقم:20494.

أما إن كانت الحواجب كثيفة باعتبار ما كان قبل ترك النمص فهذا طبيعي، وليس بعيب، وإنما هو مجرد ظن منك لكونك لم تعتادي رؤية الحواجب بحالتها الطبيعية منذ فترة، ولعل ذلك أيضا من الشيطان لعنه الله؛ فإنه قد يقبح في عينيك رؤية الحواجب بحالتها الطبيعية ليزين لك العودة إلى تغيير خلق الله.

وكذلك إن كانت الحواجب كثيفة باعتبار ما شاع في أوساط النساء المتنمصات عياذا بالله، فلا يصلح أن يكون فعل هؤلاء معيارا للحلال والحرام، حتى وإن كان ذلك شائعا فيهن. قال تعالى: قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. {المائدة:100}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني