الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

توفيت أختي وكان عمرها 6 سنوات. والسؤال: لقد رأينا رؤيا تقول إنها لم تمت، يأتينا الناس ويقولون إنها لم تمت، ونحن نندهش. وهذه الرؤيا رآها كل أفراد البيت ومنهم أمي وأبي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يرزقكم الصبر والاحتساب، ونذكركم بما في الصبر من الأجر العظيم، وقد قدمنا تفصيل ما في الصبر من الأجر وما يساعد عليه في الفتوى رقم: 73790.

وهذا النوع من الرؤيا ينتج من شدة تعلق النفس بالميت وشغل الفكر دائما به، والتفكير في الذكريات التي كانت معه لا سيما قبل النوم مما يسبب رؤية ذلك في المنام، وقد ذكر النبي صلى عليه وسلم أنواع الرؤى التي يراها الإنسان ومنها رؤياكم هذه فقال: الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنْ اللَّهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ. فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ. رواه مسلم.

فما ترونه من أن أختك لم تمت هو من حديث النفس، وهذا لا يترتب عليه حكم؛ إذ من المؤكد تيقنكم من موت تلك الأخت رحمها الله، فاصبروا واحتسبوا، واعلموا أن هذه الابنة التي ماتت ليس عليها حساب ولا عذاب؛ لأنها ماتت قبل البلوغ كما بينا في الفتوى رقم: 2978. فلتبشروا لها بكل خير، وما عند الله خير لها ولكم إن صبرتم واحتسبتم، وهذه بشارة للوالدين حتى يحمدوا الله على قضائه، وفيها بيان ثواب من مات ابنه واحتسبه، فعَنْ أَبِي سِنَانٍ قَالَ: دَفَنْتُ ابْنِي سِنَانًا وَأَبُو طَلْحَةَ الْخَوْلَانِيُّ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَلَمَّا أَرَدْتُ الْخُرُوجَ أَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ يَا أَبَا سِنَانٍ. قُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ. فَيَقُولُ اللَّهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ. رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني