الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

للاسترعاء شروط إذا لم تتحقق لا يحكم بحكمه

السؤال

أنا صاحب السؤال:2237050. و 2234912. بالنسبة للضغوط النفسية التي ذكرتها أنه يوجد أشخاص يتكلمون لزوجتي بأن ترفع دعاوى إما في المخفر أو المحكمة، وبما أن الأشخاص لهم تأثير واضح على زوجتي وحصل الشيء هذا، ولحظة الطلاق الثالث كان يوجد ثلاث قضايا في مخفر الشرطة، وقضية في النيابة، بحيث كان رجال المباحث يترصدون لي في كل مكان، وكان المقربين مني سواء إخوان أو غيرهم يريدون الخلاص من هذه المشاكل، وأما بالنسبة للجسدي فكنت اذهب إلى الدوام ولما أطلع إما يكون المخفر طالبني أو تكون قضية جديدة، أو تكون مستضيفه أخواتها في البيت، وهذه الاستضافه تكو بالأيام وأنا نظام عملي ورديات أو شفتات، يعني مرة صبح ومرة ليل ومرة عصر، وكنت آخذ يومين إلى ثلاثة أيام من غير نوم بحكم الدوام أو المشاكل، وأما بالنسبة للحيلة كان في الطلاق الثاني لما طلبت منها أن تأتي بوالدها لعله يحل المشكلة وننتهي، ولما أتى والدها دخل وكان متعصبا ويريد أن يتشاجر معي حاولت أن أهدئه وأتفاهم معه، رفض ودخل على زوجتي- الله أعلم بالحوار الذي دار بينهم- ولكن لما خرج قال لي أنت طلق بنتي وأنا أخليها تتنازل عن جميع القضايا وكل شيء، وحيث إني أريد أن أربي أولادي وأريد الستر طلقت، ولم يكن في نفسي أن أطلق، وأنا عارف بأن الكلام هذا منه، وبعد ما طلقت تركني وأخذ ابنته ولم يتنازلوا ولا تغير شيء من الوضع، لأن بعد الطلاق بأسبوع جاءت إلى بيتي وكلمتها ورجعنا لأن والدها بالأساس لم يكن راضيا عني في بداية الزواج ولم يكن يحبني ولا يريد أن يراني، مع العلم أني منذ تزوجت بنته ما سبق ودخل بيتي، وكان لما أذهب من قبل أريد منه يحاول يتدخل بالحسنى ويصلح بينا كان يرفض و يلعنها، وهذا الكلام قبل الطلاق الثالث بأسبوع أو أكثر بيومين، وأضيف بأني تصفحت موقعكم الموقر قبل أيام ووجدت ما يسمى-الاسترعاء- ولم أكن أعلم به حتى قرأت عنه. وأرجو أن يكون اتضحت المسألة أمام سماحتكم. أرجو منكم الإفادة جزاكم الله خيرا واسمحوا لي على الإطالة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فطلاقك زوجتك حين طلبه منك أبوها طلاق واقع، ولا يضر عدم النية فيه، لأن صريح الطلاق لا يحتاج إلى نية. وليس هذا من مسألة الاسترعاء التي ذكرها أهل العلم، لأن من شروط الاسترعاء إشهاد شاهدين أو أربعة شهود على خلاف بين العلماء، وأن يكون متقدما على الطلاق، وأن يكون هناك سبب له من خوف أو إكراه وما شابه على ما بيناه في الفتوى رقم: 36100.

وفي حالتك هذه لم يكن شيء من ذلك، فلم يحصل لك إكراه، ولا أشهدت على عدم إرادة الطلاق شهادة متقدمة ولذا فلا مناص من إيقاع هذا الطلاق.

وأيضا فإن الطلاقين الآخرين واقعان، وما ذكرت من ضغوط نفسية أو جسدية لا تحول دن وقوعهما، ولا تصلح مثل هذه الضغوط إكراها بل ولا شبهة إكراه، فإن السلطات لا تجبر أحدا على طلاق زوجته هكذا دون سبب، ومجرد مقاضاة زوجتك لك لا يعتبر إكراها على الطلاق.

وراجع ضوابط الإكراه على الطلاق ونحوه في الفتوى رقم: 107480.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني