الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا مخرج للزوج بعد الطلقة الثالثة إلا بزواجها آخر بغير نية التحليل ثم يطلقها

السؤال

أنا شاب مقيم بالسويد منذ أكثر من 14 عاما متزوج من عربية، وعندي أربعة أطفال 3 إناث وذكر
مثل كل المغتربين أردت أن أسعد أبنائي بقضاء الإجازة في بلدي الأصلي، فقمت بحجز تذاكر لعائلتي، وفوجئت بأم زوجتي تريد الانضمام لهم في الرحلة، علما بأنني لن أسافر معهم وذلك لظروف عملي الصعبة، قمت بعمل الحجز بتاريخ معين وتاريخ العودة بعد شهرين ونصف، فوجئت بزوجتي تكلمني من بلدي الأصلي وتقول بأنها قدمت موعد الحجز وقصرت مده الإقامة إلى شهر مما أثار غضبي لدرجة أنني شتمتها، بعد 4 أيام أخرى فوجئت برسالة نصية من زوجني تخبرني أنها قدمت موعد العودة إلى أسبوعين فقط، هنا جن جنوني حيث إنني تكلفت مصاريف كثيرة في سبيل هذه السفرة، مع العلم أن إقامتهم في بلدي الأصلي كانت مريحة جدا والنقود كانت وفيرة، وأهلي لم يقصروا في سبيل خدمتهم وهم مقيمون بشقتنا الخاصة.
عندما رجعوا إلى السويد أقسمت أن لا تدخل بيتي إلا في موعد السفر الأول المتفق عليه بيننا، وكنت قد هددتها بالطلاق إذا هي رجعت بالموعد الذي حددته، أنا كنت قد طلقتها مرتين في الماضي لخلافات عديدة حيث كانت لا تنفك تطلب الطلاق عند أي خلاف ولا تهدأ إلا عند الطلاق.
كنت قد شرحت قصتي لشيخ المسجد صديقي الذي كان يعلم بمشاكلنا وقصة الطلاقين الأولين، فوجئت بهاتف من الشيخ وهو في بيت أبي زوجتي يقول لي طلقها يا محمد فقلت له أنا لا أريد تطليقها خصوصا أنني أعلم أنها الطلقة الأخيرة، وأنا الآن في نفسية سيئة لا تسمح لي باتخاذ قرارات مصيرية مثل هذا القرار. وسمعتها وهي تصرخ وتقول طلقني يا محمد فقلت لن أطلقها، فقال الشيخ إذن تترك المنزل، فقلت له أفعل ذلك، قال سآتي لأخذ المفتاح، وبعد وقت قصير فوجئت بها وبأبيها وبالشيخ على باب المنزل وهي تصرخ: طلقني يا محمد، والشيخ يقول طلقها يا محمد، قلت لهم أنا نفسيتي تعبانة وأنا بدي أطلق وهذه المفاتيح.
فوجئت بزوجتي تقوم بتجربة المفاتيح كأنها تخونني، هنا تضايقت وغضبت أكثر فأكثر، ثم ما لبثت أن طلبت الطلاق مجددا بطريقة هستيرية وصراخ وأبوها يناظرني كأنه يريد الانقضاض علي، فقال الشيخ طلقها يا محمد طلقها، فطلقتها، وأنا الآن نادم ولا أريد أن أخسر أولادي الأربعة، فأنا أحبهم جدا.
فهل من مخرج لمشكلتي أو فتوى متعلقة بقصتي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخطأتَ بمنع زوجتك من الرجوع إلى بيتك قبل أن يحين موعد الرجوع الذي حددته أنت، فلها الحق في المسكن ما دامت في عصمتك.

وتهديدُها بالطلاق من غير تلفظ به ولا تنفيذ لا يترتب عليه وقوعه، ولم نر مسوغا شرعيا لما قام به مَن وصفته بشيخ المسجد مِن إلحاح في طلب الطلاق إضافة إلى تحمسه لإخلاء البيت وسعيه في ذلك، وكان الأجدر به أن يسعي في الصلح بينكما.

وبالنسبة للطلاق الصادر منك، فإن أوقعته وقت الغضب الشديد بحيث كنت لا تعي ما تقول فلا يلزمك شيء وإن كنت تعي ما تقول فهو نافذ، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 35727.

وفي حال وقوع الطلاق فقد حرمت عليك زوجتك، ولا تحل إلا بعد أن تنكح زوجا غيرك نكاحا صحيحا نكاح رغبة لا نكاح تحليل ثم يطلقها بعد الدخول، وهذه الزوجة البائن لاحق لها في النفقة والسكني أثناء العدة إذا لم تكن حاملا، فإن كانت حاملا فلها النفقة والسكنى مدة العدة، وراجع فى ذلك الفتوى رقم: 24185.

أما الأولاد فتجب لهم النفقة والمسكن حتى تتزوج البنات، ويكون الولد بالغا عاقلا قادرا على الكسب، فإن تعذر عليك توفير مسكن مستقل لأولادك مع أمهم، فيجوز السكني معهم في بيت واحد بشرط انفراد الأم بغرفة مستقلة بمرافقها من حمام ومطبخ ومدخل ومخرج، كما سبق في الفتوى رقم: 65103.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني