الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كنت أعمل محاسبا بإحدى شركات المقاولات بالسعودية، وكانت لدينا مشاريع وطلب صاحب الشركة إحضار مؤسسات لتنفيذ بعض هذه المشاريع من الباطن مقابل الحصول على نسبة من قيمة العقد، وقد تقدمت مؤسسة لا أعرفها ولا أعرف أحدا فيها، فدخل مهندسها على المكتب صدفة دون سابق معرفة، وقد عرض استعداد مؤسسته لتنفيذ مجموعة من هذه المشاريع، وقد حصلوا على المخططات وقاموا بدراسة المشاريع من طرفهم ووافقوا بعد الدراسة على تنفيذها، وقد اتفقت مع صاحب المؤسسة على سعي مقابل ذلك بعد أن حصلت على موافقة من صاحب الشركة التي أعمل بها فوافق على حصولي على هذه العمولة وقال حرفيا ـ الذي يعطونه لك الله يسهلك به ـ المهم كنت قد عرضت سؤالا على الشيخ خالد المشيقيح لمعرفة ما إذا كانت حلالا أم لا؟ وذلك قبل حصولي على ريال واحد، لأنها لو كانت حراما ما كنت أخذت منها شيئا، وأجازها بشرط معرفة صاحب المشروع ـ وهو الوزارة ـ بذلك حتى لا يكون فيها تدليس وطلبنا من المؤسسة التي ستنفذ المشروع سابقة خبرة لتقديمها للوزارة حتى تعتمد كمقاول من الباطن ولكن صاحب المؤسسة لم يحضر هذه الأوراق، المهم بدأ العمل بالمشاريع وقد حصلت منه على جزء من العمولة المتفق عليها ووزعت جزءا منهاعلى الموظفين بشركتي ومنهم أحد أولاد صاحب العمل، وبعد فترة حدثت مشاكل بالعمل وتعثرت المؤسسة في التنفيذ مما ترتب عليه سحب هذه الأعمال من الوزارة، وقد تركت العمل بالشركة وسافرت إلى بلدي .
السؤال : ـ هل العمولة التي حصلت عليها حلال؟ وإذا كانت حلالا، هل يحق لي المطالبة بباقي العمولة التي تم الاتفاق عليها بالطرق القانونية؟ علما أنه ليس لدي مستندات سوى طلب الحلف ولدي شهود على كفالة صاحب المؤسسة التي اتفقت معه شخصيا ـ وللأسف عرض علي شيكات أو خطاب لإثبات العمولة المتفق عليها ـ ولكنى رفضتها لما علمت منه بأنه كان يدرس بقسم الشريعة بإحدى الجامعات، فتوقعت أنه صادق إلا أنه للأسف ظهر فيما بعد سوء خلقه وسفالته وشهر بي في المواقع، وقال لصاحب الشركة: أنه كان يظن أنه لا يعرف.
أما إذا كانت هذه العمولة حراما، فهل أردها له؟ علما بأنني قمت بتوزيع جزء منها على موظفين بالشركة التي كنت أعمل بها ويصعب ردها الآن، لأن هذا الموضوع له فترة طويلة وقد تركت العمل بهذه الشركة، آسف إذا كنت أطلت ولكن لأهمية الايضاح، وجزاكم الله خيرا، مع أملى بسرعة الإجابة، وإذا كانت حراما ولا أستطيع الوصول إليه لاحتمال تغير رقم هاتفه، علما بأن عنوان المؤسسة التي كنا نراسله عليه قد أغلق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه سمسرة جائزة، وقد أذن لك فيها المسؤول في جهة عملك، فلا حرج عليك في أخذ عمولة مقابلها، وإن كانت العمولة على مجرد اتفاق شركة التنفيذ مع شركتك فإنك تستحق جميع العمولة المتفق عليها، ولك الحق في المطالبة بالباقي منها، وأما إن كنت تستحقها أقساطا عن كل جزء عمل تنفذه الشركة فليس لك سوى ما يقابل ذلك.

وللمزيد انظر الفتويين رقم: 112296، 17863.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني