الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محاذير علاقة الفتاة العاطفية مع رجل أجنبي

السؤال

أنا فتاة ملتزمة والحمد لله، تعرفت على شاب ذا خلق ودين لكنه من جنسيه غير جنسيتي ومتزوج، أحبني لأدبي وتديني، صارحني بحبه، رفضت، ثم وافقت لأني وقعت في حبه وجعلني أعشقه جدا من أسلوبه الطيب وأخلاقه الحسنة، وقتها كنت فاقدة أمي يرحمها الله. وقف جنبي ودعمني معنويا وغمرني بكلامه الحنون واهتمامه،
ويشهد الله حبنا طاهر لم نتعد حدود الله أبدا، حتى القبل أرفضها، لكن أتبادل معه كلام الحب مثل أحبك,يا روحي....الخ
رغم ذلك أحس بخوف من الله وأن حبنا حرام لأنه عرض علي الزواج وقلت له افقد الأمل أهلي مستحيل يقبلوا أن أتزوجك، فقال:ما دام حبنا طاهر وما فيه كلام يخل بالأدب خلينا نستمر في حبنا لأننا ما نقدر نعيش بدون بعض، لأننا مرة مرة متعلقين في بعض، مع الأيام أرسل صورته، وصار يطلب مني أن أرسل صورتي .يقول يحب أن يرى شكل التي يحبها، رفضت وتحت إلحاح منه وافقت، لكن أرسل عيوني فقط، لكن كلما أرسل له الصورة يصير مشكله بيننا أو ظروف عندي تشغلني، أختي قالت لي يمكن فيها خير لأنك صالحة وربي عارف نيتك حفظك من أن ترسليها لأنه حرام يشوفك حتى لو عيونك، ورفضت أختي الكبيرة أن أرسل له الصورة وقلت له، غضب مني وبعدين أرسل يريد أن أرجع له، وأنا خائفة من ربي مرة مرة وأحب ربي ولا أريد أن أعصيه.
فأرجوكم انصحوني لأني ضائعة ما عندي لا أم ولا أب ينصحوني ويدلوني على الخير؟
إذا حبنا حرام ويغضب ربي أرشدوني والله لأخالف هوى نفسي من أجل ربي، أحب أن أصير إنسانة تقية صالحة، وأريد أن أكمل حفظي للقرآن. انصحوني كيف أعالج قلبي من حبه؟ صرت أفكر فيه ليل نهار. أرجوكم ردوي علي قبل أن أضيع ويضيعني الشيطان؟
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل المولى الكريم أن يثيبك خيرا في حرصك على الاستقامة على طاعة ربك والبعد عن معصيته، ونسأله سبحانه أن يحفظك ويحفظ لك دينك حتى الممات.

ولا يخفى عليك أنه لا يجوز للمسلمة أن تكون على علاقة عاطفية مع رجل أجنبي عنها فإن هذا أمر كان من عادة أهل الجاهلية وحرمه الإسلام كما قال الله سبحانه: وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ. {النساء: 25}. وواضح من خلال ما ذكرت من سياق قصتك مع هذا الشاب أن الشيطان يريد أن يستدرجك ويسوقك إلى ما يسخط الرحمن، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ. {النور: 21}. وقد أحسنت حين لم تعط هذا الشاب صورتك، ولا يجوز لك إعطاؤها له بأي حال، ولا يجوز لك محادثته أو تبادل أي من عبارات الحب معه فإن هذا معصية في حد ذاته، وأنت الآن معه بين أمرين فإما أن يأتي الأمر من بابه فيخطبك من وليك ويتزوج منك، فإن لم يتم ذلك فالأمر الثاني وهو وجوب مفارقته، وأما نسيانه فأمر ممكن، فإن تصدقي الله تعالى يصدقك، وقد ذكرنا بالفتوى رقم: 9360. جملة من سبل علاج العشق فراجعيها. ولمزيد الفائدة فيما يتعلق بالحب قبل الزواج نرجو أن تراجعي الفتوى رقم: 4220. وننصحك بالحرص على مصاحبة أخواتك المؤمنات الصالحات اللائي يذكرنك بالله إذا نسيت ويكون منهن العون لك إذا ذكرت.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني