الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إجارة الشخص على إجارة أخيه

السؤال

أنا أعرف شخصا يعمل في شركة أخرى وفي مجال عملي ويتمتع بكفاءة حصل عليها بذكائه، حيث علم نفسه بنفسه بنسبة 90%، وعمل لديهم 10 سنوات وطلب مني العمل لدي، حيث طالب بزيادة راتبه ورفضوا ذلك وقالوا له إن رفضت البقاء معنا أعطنا إنذارا بشهر قبل أن تتركنا، ولكنه لا بد أن يؤمن نفسه قبل أن يخبرهم بتركه العمل إذ لا يضمن في ظنه أنه إذا ترك العمل سيجد آخر.ملاحظة هامة: الراتب الذي طلبه أنا أراه مرتفعا قليلا، والراتب الذي تعطيه الشركة الحالية له أراه جيدا جدا ولكن الحقيقة أيضا أن الراتب في ظل ظروف بلدنا يعتبر جيدا وليس أكثر بل قد يكون بمرتبة الحسن بالنسبة لغلاء المعيشة، والامر كله محصور بالراتب، فالشركة الأخرى أهلها مسلمون ويراعون أمور الإسلام فيما أعلم من صلاة وغيرها، والسؤال: هل إن قبلت أن أعطيه الراتب الذي يريده أكون بعت على بيع أخي كما في الحديث؟ أو يوجد أي مانع شرعي آخر؟ لأنني أخذت موظفهم.ثانيا: في الحقيقة الراتب الذي يريده مرتفع بالنسبة لي ولكن أنا بحاجة له، لأن لدي نقصا، بالإضافة إلى أن لديه بعض الخبرات الإضافية على خبرتي من باب زيادة الإيضاح إن لزم الأمر.1-الشركة لن تتأثر بشكل كبير أي أن عملها لن يتوقف ولكن بالتأكيد ستبحث عن موظف آخر ولو أقل خبرة2- ربما لو حصل الموقف معكوسا كنت سأتضايق - لكنني أعلم أن شعوري ليس فتوى بالتحريم، وقد يتضايق الإنسان والشيء جائز.وشكرا لكم على طول بالكم وتكرمكم بالقراءة والفتوى ـ إن شاء الله ـ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب على هذا الشخص إخبار جهة عمله قبل فراقه لهم إن كان ذلك في شروط العقد بينهم وبينه، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1}. وقوله: صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أصحاب السنن.

ويتأكد ذلك إن كان في تركه لهم دون إعلام مسبق إضرار بهم، وذلك ليحتاطوا له ويؤجروا من يسد مسده.

وأما قبولك لعرضه واتفاقك معه على راتب أكثر وهو لا يزال في عمله، فلا حرج فيه وليس من بيع الرجل على بيع أخيه، لأنه هو الذي طلب منك العمل لديك ولن يبدأ العمل معك إلا إذا أنهى عمله مع غيرك سيما إذا كان في اتفاقه مع الشركة التي عمل بها أنه متى وجد عرضا أفضل مما عندهم تركهم ورضوا بذلك، كما يدل عليه ما ذكر في السؤال من عدم ممانعتهم في انتقاله ولم يشترطوا سوى إخباره إياهم بذلك ليكونوا على بينة منه، ولا يفجؤهم به .

وأما لو كنت أنت من عرض عليه ذلك لينهي عقده مع شركته فذلك محرم كبيع المسلم على بيع أخيه المنهي عنه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: ومما هو كالبيع بطريق الأولى: إجارته على إجارة أخيه، مثل أن يكون الرجل مستقلا في داره حانوت ـ دكان ـ وأهله قد ركنوا إلى أن يؤجروه السنة الثانية فيجيء الرجل فيستأجر على إجارته، فإن ضرره بذلك أشد من ضرر البيع غالبا، وأقبح منه أن يكون متوليا ولاية أو منزلا في مكان يأوي إليه أو يرتزق منه، فيطلب آخر مكانه. والله أعلم. انتهى من الفتاوى الكبرى (6/313).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني