الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من لم يجد من استأجره لأمر ما

السؤال

منذ أربعة أعوام كنت مشتركا في حلقة تحفيظ للقرآن الكريم بأحد المساجد وكان اشتراك الشهر 20 جنيها حينها، بمعدل مرتين أسبوعيا، وما حدث أنني في بداية أحد الأشهر انقطعت عن الحلقة بعد الحضور مرتين في ذاك الشهر، ولم أكن قد دفعت بعد اشتراكه، حاولت الوصول بعدها بفترة طويلة لإدارة المسجد لدفع العشرين جنيها، لكني لم أجدهم، وهذا منذ أربعة أعوام، حاولت بعض المرات ثم يئست فتبرعت بالمبلغ في صندوق أحد المساجد، ولكن لا تزال نفسي تلومني، هل عليّ إثم لأنني لم أدفع العشرين جنيها رغم أنني لم أحضر سوى مرتين في ذلك الشهر؟ وهل أعد سارقا لها أو غير مؤدٍ للأمانة؟ كيف أرفع الإثم عني إذا لم أستطع الوصول لإدارة المسجد لدفع المبلغ؟.
أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر أن الاشتراك المذكور إجارة، والإجارة عقد لازم لا يفسخ إلا لعذر يقتضي الفسخ، كما بينا في الفتوى رقم: 46107.

وبناء عليه فالأجرة لازمة لك جميعها وهي العشرون، وما دمت لا تستطيع الوصول إلى إدارة المسجد، فالواجب عليك هو ما فعلته من التصدق بذلك المبلغ عن أصحابه، لكن لو وجدتهم بعد ما تصدقت به خيرتهم إن شاءوا أمضوا صدقتك ولهم أجرها وإن شاءوا دفعت إليهم حقهم ولك أجر صدقتك، لكن إن استطعت الوصول إلى أصحاب الحق أو رجوت ذلك، فلا تبرأ ذمتك بالتصدق بحقهم عنه وإنما يكون ذلك عند اليأس من الوصول إليهم وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 118693، 13348، 8315.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني