الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقاطعة العاصي أو صلته يرجع إلى المصلحة

السؤال

كان زوجي قد أمرني بمقاطعة أخي الأصغر، و سنه 24 سنة بسبب أعماله التي تغضب الله ـ وآخرها زواجه العرفي من امرأة تكبره بأكثر من 12 سنة ـ وأحضرها لتعيش بمنزل أمي، وكان قصد زوجي من القطيعة منعا للمفسدة، علما بأن لي ابنتين يخاف عليهما من أسلوب حياته، وأن تكون هذه القطيعة سببا في إدراكه لخطئه ولكنه ـ للأسف ـ لم يدرك، وهو الذي لا يريد أن يكلمنا، لأننا لا نريده أن يعيش حياته كما يريد، وهو الآن مريض بالمستشفى، فهل أكلمه أو أزوره؟ أم أظل على موقف زوجي لعله يدرك خطأه يوما؟.
أفيدونا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمقاطعة القريب العاصي أمر يخضع للمصلحة الشرعية، فحيث كانت المقاطعة تنفع في ردعه وردّه إلى الصواب فهي مشروعة، وحيث كانت صلته أنفع في ذلك فهي الأولى، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 20400.

فالذي ننصحك به أن تستأذني زوجك في زيارة أخيك ومعاودة نصحه، لعلّ الله يجعلك سبباً لهدايته، ولا سيّما وهو في حال المرض قد يكون أقرب إلى الاستجابة للنصح، فإن لم يأذن لك زوجك فعليك طاعته، وعلى كل حال عليك بكثرة الدعاء لأخيك بالهداية.

وننبّه إلى أنّ زواج الرجل بامرأة تكبره في السنّ ليس فيه مخالفة للشرع، كما ننبّه إلى أنّ الزواج العرفيّ إن كان المقصود به: الزواج الذي لم يوثق عند القاضي، لكنه استكمل الشروط من الولي والشهود والإيجاب والقبول فإنّه زواج صحيح، وأما إذا كان المقصود: أن الزواج تم دون علم ولي المرأة، وأن المرأة هي التي زوجت نفسها، فهذا زواج باطل، وانظري الفتوى رقم :5962.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني