الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قضاء الصوم قبل رمضان بيوم أو يومين

السؤال

أريد أن أستفسر أنا أفطرت رمضان السنة الماضية أفطرت يوما واحدا فقط وقضيت هذا اليوم قبل رمضان لهذه السنه بيومين. فهل يجوز أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كنت أفطرت هذا اليوم لغير عذر يبيح الفطر فقد ارتكبت كبيرة من أكبر الكبائر توجب عليك التوبة النصوح إلى الله تعالى والندم على هذا الذنب القبيح، والعزم على عدم العودة إليه، فإن تعمد الفطر في رمضان من غير عذر من كبائر الذنوب كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 120929.

ويجب عليك قضاء هذا اليوم الذي أفطرته، وإذا كنت أفطرت بالجماع فعليك مع القضاء الكفارة وهي مبينة في الفتوى رقم: 1104. وأما إن كنت قد أفطرت لعذر يبيح الفطر كسفر أو مرض فليس عليك إثم، وإنما عليك أن تقضي هذا اليوم قبل دخول رمضان التالي، وما دمت قد فعلت فقد برئت ذمتك ولا يلزمك شيء، وقضاء هذا اليوم قبل رمضان بيومين لا حرج فيه، ولا يعارض هذا نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين، لأنه وقع قبل اليومين وعلى فرض وقوعه في اليومين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في صوم التطوع الذي له سبب كمن كانت له عادة بالصوم قبل رمضان بيوم أو يومين: إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه. متفق عليه.

فإذا جاز التطوع الذي له سبب فالفرض أولى، قال الحافظ في الفتح: ومعنى الاستثناء أن من كان له ورد فقد أذن له فيه لأنه اعتاده وألفه وترك المألوف شديد وليس ذلك من استقبال رمضان في شيء، ويلتحق بذلك القضاء والنذر لوجوبهما. قال بعض العلماء: يستثنى القضاء والنذر بالأدلة القطعية على وجوب الوفاء بهما فلا يبطل القطعي بالظن. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني