الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استعمال المواد الطبيعية كالليمون واللبن في العناية بالبشرة

السؤال

خائفة من أنني أثمة من استعمال المواد الطبيعية كالليمون والخميرة الفورية واللبن والخ الخ من المواد الطبيعية في العناية بالبشرة والجمال بشكل عام، مع ملاحظه أنني لا أقوم بالتبذير فالليمون آخذه ويكون مستعملا وفي بعض الأحيان جدياد, واللبن يكون فاسدا، وهكذا. فما حكم ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالرغبة في الجمال مطلب مشروع للمرأة بل ومستحب أيضا لا سيما للمتزوجة، وقد ظن بعض الصحابة أن طلب الجمال في الملبس ونحوه من الكبر فصحح النبي صلى الله عليه وسلم له هذا الفهم، بل وأخبر بحب الله عز وجل للجمال، ففي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ: رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ.

وإذا كانت مراعاة الجمال في حق الرجل مشروعة فهي في حق المرأة أولى مراعاة لفطرتها التي تحب التزين والجمال وتحتاج إليهما، ولكن لا بد من مراعاة الضوابط الشرعية عند طلب الجمال.

واستخدام هذه الأطعمة المذكورة كاللبن ونحوه في تجميل البشرة والعناية بها مباح ما دام فيه نفع لك، لأن الأصل في هذا الاستخدام الإباحة لقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً. {البقرة: 29}.

قال الشوكاني رحمه الله: اعلم أن الأصل في كل شيء أنه يجوز للمالك أن يتصرف فيه بما شاء من أنواع التصرفات كما يفيده قوله عز وجل: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً. {البقرة: 29}، وإذا كانت هذه الأعيان المخلوقة الموجودة في الأرض لنفع الناس جاز لهم تملكها والتصرف فيها كيف شاءوا حتى يقوم الدليل الصحيح الناقل عن حكم الأصل فيجب الرجوع إليه والعمل به. السيل الجرار .

ولكن يشترط في هذا الاستعمال أن تتجنبي السرف والتبذير، وألا تضعي الأطعمة المحترمة بعد استعمالها في أماكن النجاسة، والأولى استعمال شيء غير المطعومات إذا كان يؤدي الفائدة نفسها.

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن استعمال الحنة مع صفار البيض لتسريح الشعر فقال: لا حرج في ذلك إذا كان فيه فائدة، استعمال الحنة مع صفار البيض أو غيره من الأمور المباحة , لا بأس به إذا كان فيه فائدة للشعر بتطويله أو تلميسه أو غيرها من مصالحه أو بقاءه وعدم سقوطه. اهـ .

وقد سبق بيان هذا الحكم في فتوى سابقة برقم: 24446وفيها: حكم استعمال بعض الأطعمة في تصفية البشرة، وذكرنا قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في هذه المسألة، فراجعيها، ولمزيد من الفائدة راجعي هذه الفتوى أيضا رقم: 25335.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني