الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل بغلبة الظن عند الشك في عدد أشواط الطواف

السؤال

ذهبت مع العائلة إلى العمرة في ينايرحيث كان الحرم خاليا ولم يكن هناك ازدحام وأثناء الطواف كنا جماعات كل اثنين معا، فكانت الخادمة معي وفي الأشواط الأخيرة امسكت الخادمة بأستار الكعبة دقيقتين أوأقل مما أدى إلى تأخيري وكنت أراقب المكان إن كان إخوتي انتهوا أو سيمرون مرة أخرى فلم أر أحدا، وعند الانتهاء من الشوط وقفت أبحث عن إخوتي فوجدت بعضهم قد انتهى من صلاة السنة والبعض الآخر في الركعة الثانية وحتى إنني وجدت الوالد والولدة كذلك قد انتهوا من صلاة السنة، فقلت في نفسي إننا كنا في الشوط السابع فلا يعقل أنني أنا مع الخادمة أخف وزنا من الجميع ونمشي بسرعة أن نكون في الشوط السادس وهكذا نويت الصلاة فصليت وذهبنا إلى السعي، ولكن ياشيخ لا أدري، فمنذ ذلك الوقت وأنا في وسواس، هل كان هذا الشوط السادس أم السابع؟ حيث أخاف أنني قد أخطأت وآخذ ذنب الخادمة، لأنها دائما تشكرني، لأنني كنت ألقنها الأدعية، مع العلم أنني سألتها إن كانت تعرف أنه يجب أن نطوف سبع مرات، فقالت: إن زوج أختي أخبرها لكنها نسيت، أرجوك ياشيخ فأنا تعبت جدا من الموضوع، حيث إنني أبكي في بعض الأحيان، فهل أخطأت أولا؟ مع العلم ياشيخ أنني أوسوس كثيرا في العبادات.
أرجوك ساعدني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أن من شك في أثناء طوافه في عدد الأشواط فإنه يبني على الأقل وهو المتيقن ويأتي بالمشكوك فيه لتبرأ ذمته بيقين، وقد أوضحنا ذلك مفصلا في الفتوى رقم: 14305، وقد رجح بعض أهل العلم أن من شك في عدد الأشواط وهو في الطواف وغلب على ظنه شيء فإنه يعمل بغلبة ظنه، وهذا هو ما رجحه العلامة العثيمين ـ رحمه الله ـ قال في الشرح الممتع: فإن شك في أثناء الطواف، فهل يبني على اليقين، أوعلى غلبة الظن؟ الجواب: في ذلك خلاف، كالخلاف في من شك في عدد ركعات الصلاة، فمن العلماء من قال: يبني على غلبة الظن، ومنهم من قال: يبني على اليقين، مثال ذلك: في أثناء الطواف شك هل طاف خمسة أشواط، أو ستة أشواط؟ فإن كان الشك متساوي الأطراف جعلها خمسة لأنه المتيقن، وإن ترجح أنها خمسة جعلها خمسة، وإن ترجح أنها ستة، فمن العلماء من يقول: يعمل بذلك ويجعلها ستة، ومنهم من قال: يبني على اليقين ويجعلها خمسة، والصحيح أنه يعمل بغلبة الظن كالصلاة، وعلى هذا فيجعلها ستة، ويأتي بالسابع.

ولا نرى حرجا من الأخذ بهذا الرأي وبخاصة وأنت مبتلاة بالوسوسة على ما ذكرت، ومن ثم فلا شيء عليك وطوافك صحيح ـ إن شاء الله ـ ما دمت قد غلب على ظنك أن طوافك قد تم معتمدة على ما ذكرته من القرائن، ويؤيد هذا أنك مصابة بالوسوسة، والذي ينبغي للموسوس هو أن يعرض عن الوسوسة فلا يلتفت إليها، على ما بيناه في الفتوى رقم: 51601،

وانظري للفائدة الفتوى رقم: 111894.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني