الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اشترى كتابا بعد طواف الوداع فهل عليه شيء

السؤال

قد ذهبت للحج، وطفت طواف الوداع، وبعد انتهائي ذهبت إلى الفندق، وأثناء طريقي وجدت كتاباً مهماً كنت أبحث عنه ولم أجده من قبل، ولا أظن أنه موجود في دار إقامتي، وكنت أحتاج ذلك الكتاب، فاشتريته بعد انتهائي من طواف الوداع، ولم أكن أعلم حينها بالنهي عن الشراء بعد طواف الوداع، ثم بعد ذلك سافرت، فهل ما فعلته خطأ حتى وإن كنت محتاجاً لذلك الكتاب، كما أسلفت حاجة قد تكون ماسة، ولا أظن أني قد أجده في دار إقامتي، علماً بأني كنت أجهل أنه لا ينبغي أن يبيع أو يشتري بعد طواف الوداع، إلا ما كان من حاجته الضرورية من طعام أو شراب ونحوه، فهل يلزمني شيء؟ وجزاكم الله خيراً.. وكتب أجركم وجعل عملكم خالصاً لوجهه الكريم..
آمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي للحاج أو المعتمر أن يجعل طواف الوداع آخر شيء يقوم به في مكة، ويخرج بعده مسافراً لقوله صلى الله عليه وسلم: لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده الطواف بالبيت... رواه مسلم وغيره.

ولكن من اشترى حاجة في طريقه للخروج بعد الطواف من غير أن ينوي إقامة فلا حرج عليه في ذلك، قال ابن عثيمين رحمه الله تعالى: ... لا يضر أن يشتري الإنسان بعد طواف الوداع حاجة في طريقه إما من أغراض السفر أو هدية إلى أهله، أو كتاباً يحتاجه، وأما إذا اشتغل بتجارة فإنه لا بد أن يعيد الطواف.. انتهى من اللقاء الشهري.

ومثله في الشرح الممتع حيث قال: ... لو اشترى حاجة أو باع حاجة في طريقه، أو هدايا لأهله، لا تجارة فإنه لا بأس به، على أننا نرغب أن يكون شراؤه قبل طوافه... انتهى. وبناء عليه، فلا حرج على السائل في شرائه الكتاب بعد طوافه.

ونسأل الله أن يتقبل منا ومنه الحج وسائر العمل الصالح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني