الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثواب المعذور عن حضور الجماعة لا يعدل ثواب من حضر

السؤال

سمعت أحد الخطباء يقول: إذا صلى الرجل وهو في حقله عندما يسمع المؤذن يؤذن للصلاة وكان الذهاب إلي المسجد يأخذ منه وقتا كبيرا، بحيث إذا ذهب إلي المسجد لم يدرك الصلاة، فإذا صلى منفردا وقت الصلاة فإنه يأخذ أجرا أفضل من صلاة الجماعة، فهل هذا صحيح؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن كان بعيدا عن المسجد بحيث لا يمكنه إدراك الجماعة إذا توجه إلى المسجد بعد سماع النداء لم يلزمه شهود الجماعة، كما أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 24476، وإذا صلى منفردا مع العذر لم يكن عليه إثم، بل يرجى له أن يحصل بنيته ثوابا مضاعفا إذا علم الله منه الحرص وصدق الرغبة في شهود الجماعة، وأما أن يكون له أجر أكبر من أجر من شهد الجماعة فعلا فلا نعلم من النصوص ما يدل على هذا، بل ظواهر النصوص تأباه، ففي الصحيحين أن صلاة الرجل في جماعة تعدل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، وفي رواية بخمس وعشرين درجة، وقواعد الشرع تدل على أن من فعل الطاعة أعظم أجرا ممن لم يفعلها لعدم تمكنه من فعلها وإن كان مثابا لنيته إذا كانت خالصة، فقد سبق المتصدقون من الصحابة إخوانهم من الفقراء بصدقتهم وإعتاقهم الرقاب ولم يكن لأولئك فضل مال يفعلون به فعل إخوانهم، فدلهم النبي صلى الله عليه وسلم على التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل دبر الصلوات، فلما علم الأغنياء بذلك أتى الفقراء النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: سمع إخواننا من أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. متفق عليه.

وبه تعلم أن ما ذكره هذا الخطيب غير صحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني