الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تداوي المرأة عند طبيب نظرا لظروفها المادية

السؤال

أنا امرأة متزوجة، وعمري 19 سنة ونصف، وعندي 3 أطفال، استشرتكم قبل فترة عن عمليات تجميل الصدر فأجبتموني بما يلي: يجوز لإزالة تشوه.
وهو كان متشوها جدا بعد الولادة، وكان عبارة عن جلد فقط، ولا توجد به دهون أو أي انتفاخ، بل هو جلد مترهل غريب وبشع، ومنظره منفر، وكنت أخجل منه وأبكي واكتأبت، لأن زوجي ينظر إلى البنات في كل مكان وأنا أشعر بالنقص، مع العلم أنه قبل الولادة كان عاديا جدا، لكنه تشوه كثيرا واختفى بعدها فقمت بإجراء العملية وأنا مرتاحة الضمير، لأنني أعلم أن نيتي ليست طلبا لزيادة الجمال، وإنما إزالة التشوه والضرر النفسي، وأنه لو كان مقبول المنظر لما أقدمت على العملية، لكن الشيء الوحيد الذي ضايقني أن طبيبا هو الذي أجرى لي العملية، وكان هناك رجال آخرون ـ أطباء تخديرـ وكانت هناك طبيبة وممرضات، لكنني أحسست بالذنب لكشفي عندهم، والآن ـ يا شيخ ـ أنا خائفة من أن أكون أغضبت ربي بسبب كشفي عندهم، لكنني أعرف أنه يجوز الكشف عند الطبيب وأنا ذهبت لهذا الدكتور؛ لأنني علمت أنه جيد في إجراء العمليات وهو استشاري جراحة ورئيس قسم، ولأن تكاليف العملية زهيدة عنده فهو يجريها ب 6 آلاف، حيث إنه لا يأخذ أجرا على العملية، وإنما يأخذ تكاليف المادة ـ السيلكون ـ أما في المستشفيات الأخرى فالعمليات تكلف 20 ألفا وأنا ماديا لا أستطيع دفع ذلك، أرجوك ـ يا شيخ ـ فأنا من مواليد السعودية وما تعودت أن يرى وجهي شخص غريب، فما بالك بجسمي؟ والله أشعر بالذنب وأستغفر دائما، لكنني خائفة، فماذا أفعل؟ وهل أنا مذنبة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دامت هذه التشوهات قد وصلت إلى التنفير والضرر، فقد أبيح لك إزالتها ـ سواء بما قمت به من جراحة أو بغير ذلك ـ ولكن هذا لا يسوغ التداوي عند طبيب ذكر إذا وجدت طبيبة أنثى ـ ولو كافرة ـ تقوم بهذه العملية، لأن الأصل أن المرأة لا تطببها إلا امرأة مثلها، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 19439.

ولكن طالما أن الأمر على ما ذكرت من عدم توفر فرصة لإجراء هذه العملية إلا عند طبيب ذكر نظرا لظروفك المادية، فنرجو أن لا يكون عليك بأس ولا حرج من ذلك، ما دمت قد بذلت جهدك في تحري المباح والمشروع فلم يتح لك، وراجعي فتوانا رقم: 8107، ففيها تفصيل حكم تداوي المرأة عند الرجال والشروط اللازمة لذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني