الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يزور أخته إلا في المناسبات تجنبا لأذيتها له ولزوجته فما الحكم؟

السؤال

هناك مشاكل بين زوجتي وأختي بسبب عدم حب أختي لزوجتي، مع العلم أن زوجتي لم تخطئ في حقها, وإصرار أختي على عمل أشياء استفزازية والغلط في وفى زوجتي بالكلام وهذا الكلام يوجه لزوجتي مباشرة، وتطلب من زوجتي عدم إخباري بهذا الكلام، وقد تحدثت مع أختي تكرارا ومرارا، وطلبت منها عدم الخطإ وعدم الاتصال المتكرر بي أو بزوجتي، إلا أنها لم تستمع لذلك مما أدى إلى عدم اتصالي بأختي، إلا في المناسبات ومن العيد إلى العديد، وهذه المشاكل بيني وبين زوجتي تقف عند حد الطلاق.
أرجو الإفادة عن رأى الدين في ذلك، وكيف أحل هذه المشكلة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الحال على ما ذكرت من أن أختك تستفز زوجتك وتخطيء في حقها من غير سبب يدعوها إلى ذلك إلا كرهها لها، فإن أختك مسيئة بهذا التصرف، والمطلوب شرعا أن يكون الحال بين المسلمين على الألفة والمودة، ويتأكد ذلك في حق من تكون بينهم صلة كالنسب والمصاهرة ونحو ذلك، روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا.

وهي مسيئة ـ أيضا ـ إن كانت تثير المشاكل بينك وبين زوجتك، فينبغي أن تنصح وتذكر بالله تعالى بأسلوب لطيف فلعلها ترتدع، فإن استمرت على ما هي فيه فيمكن أن تهجرها إن رجي أن ينفعها الهجر ويكون زاجرا لها، فالأفضل في هجر العاصي مراعاة المصلحة، كما بينا بالفتوى رقم: 14139.

وبما أنكما على علم من أن أختك تحاول أن تثير المشاكل بينكما فينبغي أن تفوتا الفرصة على الشيطان، فإنه حريص على التفريق بين الزوجين، ثبت في صحيح مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت، قال الأعمش أراه قال فيلتزمه.

وإذا كنت تسكن زوجتك مع أهلك، فإن هذا قد يكون سببا في هذه المشاكل، ومن حق الزوجة على زوجها أن يوفر لها مسكنا مستقلا، كما هو مبين بالفتوى رقم: 114219.

وعليك أيها الزوج أن تحرص على ترضية زوجتك والإحسان إليها حتى لا تصل الأمور إلى الطلاق, وإذاكنت لا تزور أختك إلا في المناسبات تجنبا لأذيتها, فقد كفيت شرها وعليك بالتفرغ لزوجتك ومعاشرتها بالمعروف,

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني