الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إدمانه للإنترنت جعله لا يهتم بالصلاة في وقتها ولا يخشع فيها

السؤال

أنا صبي في 15 من عمري ولدي مشكلة: وهي إدمان الإنترنت ـ ألعاب الأون لاين ـ فأصبحت غير مهتم كثيراً بالدين فصلاتي أصبحت كأنها عبء علي ولا أدرس كثيراً، وكنت من قبل أخشع أحيانا، أما الآن فصلاتي كأنها فقط حركات لجسمي، فما الحل؟. ساعدوني قبل أن أفقد صلاتي، وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإنترنت وسيلة من الوسائل التي يمكن أن تستخدم في الخير النافع أو في الشر أو غير المفيد، وقد علمنا بالتجربة أن في الإنترنت فوائد كثيرة جداً في الدنيا والدين, وإذا أحسن المسلم استخدام الإنترنت فسيعود هذا عليه بكثير من المصالح، ولكن المشكلة تكمن دائماً في الإفراط أو التفريط فبعض الناس كحالك ـ أيها الشاب ـ يفرطون في استخدام الإنترنت بما يلهيهم عن واجباتهم الدينية ومصالحهم الدنيوية، ويشغل عقولهم حتى عن أهم المهمات كالصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام وقرة عين المسلم وراحة نفسه ولذتها، ولذا يجب أن تقف مع نفسك ـ أيها الشاب ـ وقفة حاسمة تراجع فيها نفسك وتنظر إلى الخير الذي تحققه من الإنترنت أو الشر الذي تجنيه ثم تحاول علاج نفسك، ومن هذا العلاج هذه النصائح:

1- أطلع والديك وإخوتك على هذه المشكلة واطلب مساعدتهم في هذا والوقوف بجانبك.

2- تعرف على أهمية الصلاة وعلى ما يترتب على التفريط فيها من التشبه بمن لا يحبهم الله من المنافقين وغيرهم الذين قال فيهم ربنا تبارك وتعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً {النساء:142}.

وتذكر أن نبيك صلى الله عليه وسلم كانت قرة عينه في الصلاة، كما قال صلى الله عليه وسلم: وجُعلت قرة عيني في الصلاة. رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني.

وكانت الصلاة من أهم ما يريحه صلى الله عليه وسلم، فقد كان يقول: يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها. رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني.

وفرق كبير بين أرحنا بها ـ وهي حال المؤمنين الصادقين ـ وأرحنا منها ـ وهي حال الكسالى والغافلين ـ فلا تكن من هذا الصنف الثاني الرديء، بل احرص على أن تقتدي بنبيك صلى الله عليه وسلم.

3- حاول أن تنظم وقتك فاجعل وقتاً لللعب المباح على الإنترنت ولا تمنع نفسك من هذا تماماً، واجعل وقت الدراسة للدراسة ووقت الصلاة للصلاة وقاوم نفسك حتى تستقيم على الانضباط وإعطاء كل ذي حق حقه.

4- احرص على الصحبة الصالحة واختر واحداً منهم واطلب منه تذكيرك إذا نسيت ونصحك إن رأى منك خطئا.

5ـ احرص على صلاة الجماعة فهي أدعى للخشوع وللحرص على أن تكون الصلاة في وقتها، ومما يعينك على هذا أن تعلم فضل صلاة الجماعة وعظيم ثوابها، ومن ذلك: ما جاء عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مشى إلى صلاة مكتوبة وهو متطهر فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن مشى إلى سبحة الضحى لا ينهضه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين. رواه الإمام أحمد، وصححه شعيب الأرناؤوط في تحقيق المسند.

فهل من يقرأ هذا الفضل العظيم سيترك صلاة الجماعة؟.

6ـ طالع بعض الكتب التي تبين أهمية الوقت وأن الوقت هو الحياة فمن يضيع وقته في اللعب وما لا ينفع فهو مضيع لحياته.

7ـ ضع لنفسك هدفاً سامياً تسعى لتحقيقه مما يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومما ينفع دينك وأمتك واسعى في تحقيقه.

8ـ استمع إلى بعض الدروس التي تتكلم على أهمية الصلاة وعلى أسباب ووسائل الخشوع فيها وكيف يخشع المسلم في صلاته، وهذه الدروس كثيرة على الإنترنت وفي موقعنا الكثير منها، وكذلك في إذاعة طريق الإسلام.

9ـ حاول أن تستفيد أثناء وجودك على الإنترنت ولا تجعل الإنترنت لللعب فقط.

10ـ اقرأ بعض الكتيبات التي توضح خطورة ضعف الإيمان وهو من أكبر أسباب التهاون في الصلاة وغيرها من الواجبات، وكذلك اقرأ كتيباً في بيان وسائل تقوية الإيمان، ومن الكتيبات الصغيرة المفيدة في هذا ـ ظاهرة ضعف الإيمان ـ للشيخ محمد صالح المنجد ـ حفظه الله ـ فاحرص على قراءته فهو مفيد جداً في هذا الباب.

11ـ الدعاء ثم الدعاء بأن يذهب الله عنك الكسل وأن يرزقك الجد والمحافظة على صلاتك وعلى مصالح دنياك من الدراسة وغيرها، واطلب من والديك الدعاء لك فدعاء الوالدين لابنهما مستجاب، وراجع في ذلك الفتاويين رقم: 70270، ورقم: 128016.

ونسأل الله لك الهداية والثبات على الخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني