الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يتذكر الانسان بعد موته ما كان يحدث معه في الحياة الدنيا من خير أو شر؟ وهل يحزنه ما كان يحدث معه من سوء معاملة من بعض الناس وخاصة التقصير من أولاده؟ وما هو حال الميت بعد موته هل يبقى نائما إلى قيام الساعة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المؤمن بعد أن يُسأل في البرزخ ويثبته الله تعالى ويلقنه حجته يقال له: نم نومه العروس فيكون في أحلى نومة نامها أحد حتى يبعث. وفي الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه الألباني: إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه، فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك. وإن كان منافقا قال: سمعت الناس يقولون قولا فقلت مثله لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه فتخلتف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك.

وأما تذكره لما كان يحدث معه في الدنيا فليس عندنا ما يمنع منه ولا ما يثبته، وقد ثبت أن أهل البرزخ يفرحون بمن يقدم عليهم ويسألونه عن بعض معارفهم من أهل الدنيا. كما في الحديث: إذا حضر المؤمن أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون : اخرجي راضية مرضيا عنك إلى روح الله ، وريحان ، ورب غير غضبان ، فتخرج كأطيب ريح المسك ، حتى أنه ليناوله بعضهم بعضا ، حتى يأتون به باب السماء فيقولون : ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض ، فيأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أحدكم بغائبه يقدم عليه ، فيسألونه : ماذا فعل فلان ؟ ماذا فعل فلان. ورواه النسائي وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني