الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقة الرجل مع النساء الأجنبيات باب كبير للفتنة

السؤال

أنا شاب أعزب أعيش وأعمل في إحدى دول الخليج العربي، وقد مررت بظروف صعبة خلال الفترة الأخيرة ـ فقدت والدتي وفقدت عملي وغيرها ـ الأمر الذي زادني تعلقاً بالرحمن ـ والحمد لله ـ ومشكلتي الآن أنني أريد الزواج، ولكن ظروفي الشخصية تحول دون ذلك، وقد تعرفت على الكثير من البنات في غربتي، ولكنني ـ حتى الآن ـ أرفض الانصياع للغريزة التي تحاول دفعي لارتكاب معصية الزنا، وبعد وفاة أمي ـ رحمها الله ـ فقدت بذلك أي أثر لحنان المرأة، لذلك أجد نفسي في صراع بين الدين ـ من جهة ـ وغريزة الإنسان الجنسية من جهة أخرى.
الرجاء مساعدتي في إيجاد حل لمشكلتي هذه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يرحم أمك رحمة واسعة وأن يرزقك الصبر والسلوان على ما أنت فيه من البلاء, واعلم ـ أيها السائل ـ أن الواجب عليك أن تحافظ على ما أنعم الله به عليك من نعمة الإقبال عليه والتعلق به سبحانه فإن هذا من نعم الله العظيمة وهو مما يغيظ أعداء الله من شياطين الإنس والجن, وسيعمل الشيطان جاهدا على إغوائك وإضلالك، فكن على حذر من كيد عدوك, قال الله سبحانه: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر : 6}.

واعلم أن العلاقات بين الرجال والنساء الأجانب علاقات محرمة وهي باب كبير من أبواب الفتنة والضلال فسارع إلى قطع هذه العلاقات مع هؤلاء النسوة وسد أبواب الفتنة والفساد قبل أن يستدرجك الشيطان إلى ما فيه ضياع الدين وسخط رب العالمين, وراجع حكم هذه العلاقات وخطورتها في الفتاوى التالية أرقامها: 121135, 121866, 3672.

وأما ما تشكو منه من أمر الغريزة الجنسية: فقد أرشدك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علاج ذلك ـ إن لم تكن قادرا على الزواج ـ بقوله : يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.

قال النووي: والمراد هنا: أن الصوم يقطع الشهوة ويقطع شر المني كما يفعله الوجاء. انتهى.

وجاء في فتح الباري: لأن شهوة النكاح تابعة لشهوة الأكل تقوى بقوته وتضعف بضعفه. انتهى.

وقد بينا صفة الصوم المؤثر في قمع الشهوة في الفتوى رقم: 123538.

ونوصيك بالمحافظة على ذكر الله والصلاة، فإن لهما أثرا عجيبا في النهي عن الفحشاء والمنكر، قال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}.

جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر.

قال: ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية. انتهى.

وجاء في الحديث: أن يحيى بن زكريا قال لبني اسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيرا، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى.

رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.

ولمعرفة المزيد مما يعينك على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيك بمراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 364230، 23231، 55774.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني