الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لي جدة تبلغ من العمر 80 عاما ولديها مشكلة تؤرقها وتتعبها وهي أنها كانت في يوم من الأيام تحتفظ لولدها بحفنة من الطحين حيث كانوا لايملكون لقمة العيش ومرت عليها والدتها في ذلك اليوم وكانت جائعة وسألتها ما إذا كانت تمتلك طعاماً فأجابتها بلا حيث كانت لاتملك إلا تلك اللقمة التي تحتفظ بها لولدها وكانت لا تكفيهما معاً فهي من ذلك اليوم في قلق من ذلك الأمر وتعتقد أنه كان لابد أن تقدم أمها على ولدها فهل عليها شيء من ذلك؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً عنا وعن جميع المسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كان الأمر كما ذكرت، فإنه لا حرج على جدتك في إيثارها ابنها بالطعام دون أمها، لأنها قدمت من هو أشد ضعفاً وحاجة وهو الصغير، بخلاف الكبير القادر على تحمل الجوع، والبحث عن طعام.
لكنها آثمة بكذبها، وكان الواجب عليها أن تصدق أمها وتخبرها بأنه لا يوجد معها إلا لقمة ولدها.
لكن نرجو الله أن يغفر لها ذلك، لما أظهرته من ندم وحزن، وهذا من التوبة، فقد أخرج ابن ماجه والحاكم وأحمد عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الندم توبة".
وأخرج البيهقي في الشعب عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: "إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، فإن التوبة من الذنب: الندم والاستغفار".
فلتستغفر جدتك، ولتكثر من الدعاء لأمها، فإن هذا من البر بها، بل هي بعد موتها أحوج إلى ذلك من حاجتها في الدنيا إلى الطعام والشراب.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني