الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نِعْمَ الرأي، والرزق على الله ولن يضيعك

السؤال

أعمل بدولة عربية بمرتب مغر ولكني أعاني البعد من عن زوجتي مما يدفعني أحيانا للنظر إلى المحرمات سواء في التلفاز أو الأنترنت بالرغم من التزامي وحرصي على التدين فإني تعرضت لهذه السقطات التي تضيق بها نفسي وتؤرقني لفعل هذه المعاصي وبعد شهر تقريبا من الآن سأعود لبلدي وزوجتي وأولادي في إجازة وأفكر جديا في عدم العودة إلى عملي هذا مرة أخرى وأبحث عن فرصة عمل في بلدي لأكون بجوار زوجتي وأنجو بنفسي وديني وأقلع عن هذه المعاصي التي لم أكن أرتكبها في حياتي العادية قبل سفري فهل توافقوني على هذا؟ على الرغم من أني سأضحي بمرتب مغر من الصعب الحصول عليه مرة أخرى أم ماذا أفعل؟ أرجو الإفادة أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالمسلم إذا كان يقيم ببلد لا يتمكن فيه من حفظ دينه، ويتعرض فيه للوقوع في المعاصي والآثام بسبب انتشار المغريات والفواحش في هذا البلد، فإنه يجب عليه أن يبحث عن وسيلة يحفظ بها دينه، لأن حفظ الدين ضروري كلي، بل هو أول الضروريات الكلية التي اتفقت الشرائع السماوية على وجوب حفظها، وهي: الدين، والنفس، والعقل، والنسب، والمال، والعرض.
وبالنسبة لهذا السائل، فيمكنه أن ينتقل من هذا البلد الذي يتعرض فيه لهذا الفساد إلى بلده الأصلي، أو إلى أي مكان آخر، أو الإتيان بزوجته وأهله إذا أمكنه ذلك، وكان يحقق له حفظ دينه، والسلامة من الوقوع في المعاصي.
أما قضية الراتب المغري، فهذا ينبغي أن لا يشغل بال مسلم، فالرزق بيد الله عز وجل، وقد قال في محكم كتابه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق:2-3].
وقال: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) [الطلاق:4].
فنحن نوافقك على ما قلت، وننصحك به، وما عليك إلا أن تتقي الله سبحانه وتعالى، وتحتسب الأجر عنده في مغادرة هذا البلد إذا كان لا يمكنك أن تحفظ فيه دينك، وتكون قد قدمت رضى الله ومحبته، ولن يضيعك.
وجزاك الله خيراً.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني