الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم لبس المرأة الطرحة الكبيرة بدلا من الخمار

السؤال

كنت أرتدي الخمار وبعد التخرج قابلتني صعوبات فاضطررت إلى خلعه، والآن ألبس الطرح الكبيرة، وحدث لي كسر بعد ما لبستها، فهل هذا جزاء لما فعلته؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الأصل في المصائب أن لا تأتي إلا بسبب الذنوب، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.

ومع أن سبب المصائب هو الذنوب فإنها تأتي للتمحيص والابتلاء، قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء: 35}.

روى الترمذي وابن ماجه: عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضى فله الرضا ومن سخط فله السخط.

وروى الإمام أحمد: عن أبى عبيدة بن حذيفة عن عمته فاطمة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده في نساء فإذا سقاء معلق نحوه يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حر الحمى قلنا: يا رسول الله، لو دعوت الله فشفاك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.

واعلمي أنه لا يشترط في الخمار أن يكون مخيطا على هيئة معينة ولكن المطلوب الستر، فبأي شيء تحقق حصل المقصود، فإذا كانت هذه الطرح الكبيرة ساترة، فلا حرج عليك في لبسها ولا تكونين قد أصبت ذنبا. وأما إن حصل منك شيء من التفريط فيما يجب عليك ستره، فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى ـ بغض النظر عما إذا كان هذا الذنب سببا في المصيبة أم لا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني