الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحاسب المرء على ما تكلم به وإن لم يفعله

السؤال

هل يحاسب الإنسان على أقواله إذا قال بعمل سوء بينه وبين نفسه، لكن بصوت مسموع ثم استغفر الله ولم يفعل ذلك. أفيدوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتلفظ الإنسان بالشر ولو لم يسمعه أحد يكتب عليه لقوله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.{ق:18}

جاء في تفسير ابن كثير: قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } قال: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر، حتى إنه ليكتب قوله: "أكلت، شربت، ذهبت، جئت، رأيت"، حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله، فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر، وألقى سائره، وذلك قوله: { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }. انتهى.

وفي تفسير الألوسي: أخرج البيهقي في «الشعب» عن حذيفة بن اليمان أن للكلام سبعة أغلاق إذا خرج منها كتب وأن لم يخرج لم يكتب: القلب واللها واللسان والحنكان والشفتان. انتهى.

والحساب هنا يكون على الكلام القبيح لا على الفعل ما دام أنه لم يفعله إلا إذا صحب ذلك عزم مؤكد على الفعل فإنه يحاسب حينئذ على هذا العزم، فإن فعل فإنه يحاسب حينئذ على القول والعزم والفعل جميعا، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 32048.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني