الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك الورثة أغنياء خير من تركهم فقراء

السؤال

أريد أن أعرف إذا ما أنعم الله على المؤمن بالمال فهل من الأفضل له في آخرته أن يسعى للإنفاق في سبيل الله أم يحاول أن يترك بعض الأملاك لأولاده، فأنا كلما تذكرت أني سأقف بين يدي ربي عز وجل يسألني عن مالي من أين اكتسبته وفيما أنفقته، وأني لو طلبت يومها حسنة من عند ابنتي ستقول لي نفسي نفسي وأنا سأقول نفس الشيء لأمي وأبي، فإنني أقول سأنفق كل مالي في سبيل الله ولا حاجة لي أن أترك لورثتي شيئا. فكيف يكون التصرف الصحيح و هل أن المؤمن يؤجر إن ورث منه أحد ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الخير والهدى والرشاد في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ.{النور:54}.

ومن الاهتداء الوارد في موضوع السؤال ما رواه البخاري ومسلم عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بِي فَقُلْتُ إِنِّي قَدْ بَلَغَ بِي مِنْ الْوَجَعِ وَأَنَا ذُو مَالٍ وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: لَا، فَقُلْتُ بِالشَّطْرِ؟ فَقَالَ: لَا، ثُمَّ قَالَ الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ أَوْ كَثِيرٌ إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ بِهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ ..." الحديث .

فخير للسائلة في الدنيا والآخرة أن تترك لورثتها ما يعفهم الله به ولا تحوجهم لسؤال أحد أو مقاساة ألم الفقر، ولها بذلك أجر بعد موتها ، وقد سبق بيان هذا بالتفصيل في الفتوى رقم: 120067. فراجعيها. ونسأل الله أن يوفقك ويبارك في عمرك ومالك .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني