الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الجمع بين المغرب والعشاء للمطر لمن سيجلس في المسجد إلى وقت العشاء

السؤال

سؤالي بخصوص الجمع في الصلاة: نزل في المدينة ثلج شديد، وفي يوم صلينا المغرب وجمعنا العشاء ولكننا جلسنا بعد الصلاة لتناول العشاء بالمسجد وبقينا إلي ما بعد دخول وقت صلاة العشاء بأكثر من ساعة. فهل جمعنا صحيح رغم مكوثنا بالمسجد؟ أفيدونا بارك الله فيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا توفرت الشروط المعتبرة لصحة الجمع بين الصلاتين تقديماً وهي نية الجمع عند الإحرام بالأولى على خلاف في اشتراط ذلك بين العلماء، وكذا الموالاة بين الصلاتين المجموعتين، وانظر الفتوى رقم: 119260.

وكذا وجود العذر المبيح للجمع كالمطر عند افتتاح الأولى والسلام منها وافتتاح الثانية، فإذا توفرت هذه الشروط المبيحة للجمع فجمعكم بين الصلاتين صحيح، ولا يلزمكم شيء وإن مكثتم في المسجد حتى دخول وقت العشاء، فإن المعتبر هو وجود الشروط المبيحة للجمع، وقد نص فقهاء الحنابلة على أنه حيث وجد العذر المبيح للجمع جاز الجمع ولو للمقيم بالمسجد، فدل هذا على ما ذكرناه من باب الأولى والأحرى.

قال في كشاف القناع: فيباح الجمع مع هذه الأعذار(حتى لمن يصلي في بيته أو) يصلي (في مسجد طريقه تحت ساباط ولمقيم في المسجد ونحوه) كمن بينه وبين المسجد خطوات يسيرة (ولو لم ينله إلا يسير) لأن الرخصة العامة يستوي فيها وجود المشقة وعدمها كالسفر. انتهى.

وإن كان الأولى في حقكم إن كنتم تعلمون أنكم تبقون جميعاً في المسجد حتى دخول وقت العشاء ألا تجمعوا لعدم المشقة عليكم في صلاة كل صلاة في وقتها وتفريق الصلاتين أولى من جمعهما على كل حال.

قال في كشاف القناع: وليس) الجمع (بمستحب بل تركه أفضل) للاختلاف فيه (غير جمعي عرفة ومزدلفة) فيسنان بشرطه للاتفاق عليهما لفعله صلى الله عليه وسلم. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني