الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعاهد الأولاد بالنصح كي يحافظوا على الصلاة

السؤال

أقرأ في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تؤكد أن الهداية ليست بأيدينا منها (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) كيف السبيل أولادي الأربعة والتي أعمارهم ما بين (17-24)سنة لا يصلون إلا بعد جهد قد أتعبني أوقظهم في الصياح لصلاة الفجر ولا يصلون في المسجد إلا القليل، وأما عندما أكون بعيدا عنهم أسأل والدتهم عن صلاتهم فتقول بأنهم لا يصلون فأنا تعبت من هذه الحال. هل لي ذنب إن تركتهم علما بان أحدهم مرة قال لي إن ضغطك علينا هو الذي يدفعنا لعدم الصلاة اتركنا وسترى ولما تركتهم لأيام لم أجد أنهم يصلون ولم يستيقظوا للفجر وصلاتهم متقطعة أفتوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أخي السائل أولا أن الهداية نوعان:

الأولى منهما هداية التوفيق والإلهام, وهذه لا يملكها أحد إلا الله جل وعلا, وهي المرادة بقوله تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ .. {القصص: 56} وبقوله تعالى: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ. {البقرة:272}. فلا أحد يقدر على أن يوفق أولادك ويلهمهم رشدهم إلا الله فأكثر من الدعاء لهم بالهداية.

والنوع الثاني هداية الدلالة والبيان والإرشاد وهذه أعطاها الله تعالى لمن شاء من خلقه, وهي المرادة بقوله تعالى: .... وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. {الشورى: 52}. فأنت تملك أن تهدي أولادك هداية الإرشاد والبيان بل أنت مطالب شرعا بذلك فتأمرهم بالصلاة لسن سبع وتضربهم عليها في السن العاشرة, وتضييع أولادك للصلاة وعدم محافظتهم عليها قد يكون ناتجا عن تقصيرك في أمرهم بها لما كانوا في سن التعليم فكبروا وهم لا يصلون, وقد يكون ناتجا عن فساد البيئة التي يعيشون فيها كما هو الحال في بلاد الغرب, أو ناتجا عن رفقاء السوء.

والذي ننصحك به الآن هو الاستمرار في نصحهم وأمرهم بها وعدم الملل من ذلك قياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبما أوجبه الله عليك في رعيتك من نصحهم وإرشادهم وتعليمهم وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمر جد خطير والصلاة عمود الدين لا حظ في الإسلام لمن ضيعها كما قال عمر رضي الله عنه, وابحث عن السبب الذي يحمل أولادك على تركها فمعرفة الداء يسبق وصف الدواء ثم اجتهد في إزالة السبب. نسأل الله أن يصلح ذريتك ويلهمهم رشدهم, وانظر الفتوى رقم: 8140، حول بعض الوسائل المعينة على ترغيب الأولاد في الصلاة

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني