الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زكاة من أعطى ماله لشخص ليتاجر له به

السؤال

كان عندي مبلغ من المال أعطيته لصديق لي لكي يتاجر به بشرط أن يرجعه لي بعد سنة بشرط أن يعطني نسبة من الربح الذي سيحققه إن وجد، ولكنه بعد مرور سنة اعتذر وقال لي بأن الشركات التي تاجر معها لم تعطه المال بعد فاتفقت معه أن يكمل السنة الثانية مع نفس الشرط الأول. فهل أخرج الزكاة أم أنتظر إرجاع المال لي من صديقي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمبلغ الذي دفعته لصديقك ليتاجر به إن كنت قد دفعته له على أنه قرض فإنه لا يجوز لك أن تشترط عليه زيادة يدفعها لك، ولا يجوز له هو أن يوفي لك بهذا الشرط الباطل لأن هذا هو عين الربا، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم: آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء.

وأما إن دفعته له على المشاركة في التجارة وليس قرضا فهذه مضاربة تجوز بنسبة من الربح – لا من رأس المال - بشرط أن يكون نصيبه من الربح مشاعا كربع أو ثلث أو نصف فيقسم الربح على ما تتفقان عليه، وإن وقعت خسارة كانت في رأس المال ويكون العامل قد خسر جهده.

ولا يجوز لك أن تشترط عليه أن يرجع إليك المبلغ كاملا بل لو هلك كله أو بعضه من غير تفريط منه هو ولا تعد فلا ضمان عليه.

وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 3023, والفتوى رقم: 10549, وإذا كانت المسألة مضاربة وليست قرضا فإنك تزكي رأس المال بعد مرور الحول مع الربح إذا عرفت قدره, وانظر الفتوى رقم: 68583. عن كيفية زكاة المال في عقد المضاربة, والفتوى رقم: 57853فيما يترتب على المضاربة الفاسدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني