الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثبوت عبودية المسيح لله في الأناجيل الحالية

السؤال

سألت أحد النصارى وهو من أصدقائي هل أعلن المسيح أنه إله في كتابكم المقدس الإنجيل والتوراة؟ ففكر كثيرا ثم قال لي: نعم قال لي عند ما أراد الشيطان الملعون أن يختبره ليرمي المسيح بنفسه من على الجبل فقال له المسيح لا تختبر ربك. فما تفسير ذلك وما هي القصة التي يقصدها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنقول أولا: لعله يقصد بذلك ما جاء في إنجيل متى 4: 5 ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة وأوقفه على جناح الهيكل.

4: 6 وقال له: إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك.

4: 7 قال له يسوع مكتوب أيضا: لا تجرب الرب إلهك.

وأيضا في إنجيل لوقا: 4: 9 ثم جاء به إلى أورشليم وأقامه على جناح الهيكل وقال له: إن كنت ابن الله فاطرح نفسك من هنا إلى أسفل.

4: 10 لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك.

4: 11 وأنهم على أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك.

4: 12 فأجاب يسوع وقال له إنه قيل: لا تجرب الرب إلهك.

فحسب ما ورد في السياق أن الشيطان يغريه بأن يرمي نفسه من على الجبل ويحاول أن يلبس عليه بفهم مغلوط لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك، فأجابه المسيح بأنه منهي عن أن يجرب ربه: مكتوب أيضا لا تجرب الرب إلهك، فلذلك لم يطاوعه المسيح في ذلك، بل امتثل للنهي المذكور.

فواضح من السياق أن قوله (الرب إلهك) لا يقصد به نفسه وإنما يقصد به الله. بل إن السياق يدل بوضوح على أن المسيح لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، فضلا عن أن يكون إلها، وإلا فكيف يعقل أن يتسلط الشيطان على ربه ويأخذه من مكان، ويوقفه على آخر، فكيف يكون هذا إله العالمين؟!

ثانيا: لو فرضنا أن في كتبهم ما يوهم شيئا من ألوهية المسيح، فإن فيها أيضا من النصوص القطعية الدلالة ما يبين بجلاء عبودية المسيح لله. وإن قواعد الاستدلال السليم، بل وقواعد العقل تقضي بتأويل النصوص المحتملة لكي تتوافق مع النصوص القطعية، وليس العكس.

ثالثا: الأناجيل وغيرها من الكتب السابقة منقطعة الأسانيد محرفة الألفاظ متناقضة المعاني والنصوص، فلا تصلح للاحتجاج أصلا ولو في مسألة جزئية فرعية، فكيف بهدم الأصل الأصيل في عقائد الأنبياء كافة من توحيد الله وإفراده بالعبادة؟!

وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 30506، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني