الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرسال الأدعية والأذكار عبر البريد الإلكتروني فيه ثواب

السؤال

هناك موضوع يشغلني عن البريد الإلكتروني المرسل عبر الإنترنت: فعندما أقوم بالدخول على البريد الإلكتروني الخاص بي فإنني أجد رسائل تحتوي على أذكار ودعاء وفي نهاية الرسالة تكليف بإرسال هذه الرسالة لكل من أعرفهم فأخذ ثواب على هذا وعلى كل من يرسلون إليهم من باب الدال على خير كفاعله.
ولكن عندما قرأت الرسالة لم تنعقد النية على الذكر والدعاء، وإنما انعقدت على القراءة لمعرفة محتوى الرسالة وكذلك بالنسبة لأي شخص أرسل إليه.
في حين أنني عندما أرسل تكون النية الثواب. فهل لي من أجر أم لا؟ وهل فعلاً يمكن أن يحصل الإنسان على ثواب كبير من هذه المسألة. أن يرسل أذكارا وأدعية بمجرد أن يقرأها الناس يثاب عليها.
أجيبوني أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الدال على الخير كفاعله، وأحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا.. الحديث رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم.. الحديث رواه الطبراني في معاجمه وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.

ولهذا فإن هذه الرسائل التي تتضمن أذكارا أو أدعية أو حكما أو معلومات دينية أو دنيوية مما ينتفع به الناس في دينهم ودنياهم يحصل بها الخير الكثير والثواب الجزيل، ومحبة الله تعالى لمن أرسلها أو دل عليها من ينتفع بها، فهي من أعمال الخير والدعوة إلى الله تعالى ونشر العلم الذي جاء الأمر به في نصوص الوحي من القرآن والسنة.

وقراءة الرسالة في البداية للاطلاع على محتواها لا تمنع من حصول الأجر عند إرسالها ما دام القارئ قد استحضر النية عند الإرسال، وكذلك الذي ترسل إليه فالجميع ينتفع بالحصول على قراءة الذكر والدعاء أولا، أو الحصول على معلومة يجهلها أو نصيحة أو حكمة يسترشد بها في دينه أو دنياه وهذا هو المطلوب، ويحصل على الأجر بعد ذلك إذا استحضر النية بقراءته وبإرساله فهو منتفع على كل حال.

وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى: 32825.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني